في ذكرى مرور سنة على خطف جماعة «بوكو حرام» الإسلامية المتطرفة 219 تلميذة من مدرسة ثانوية في قرية شيبوك بولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا، اعترف الرئيس المنتخب محمد بخاري بأنه لا يستطيع أن يتعهد العثور عليهن. وجاب تلاميذ شوارع العاصمة أبوجا، احتجاجاً على هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وفق منظمة العفو الدولية، التي كشفت في تقرير عن خطف متشددي «بوكو حرام» ألفي فتاة وامرأة على الأقل منذ مطلع 2014، وتحويلهن طاهيات ورقيقاً للجنس ومقاتلات أعدم بعضهن أحياناً بسبب رفضهن تنفيذ أوامر. وكان زعيم الجماعة أبو بكر شيكو أعلن اعتناق الفتيات المخطوفات غير المسلمات الإسلام، وأنه اجبرهن على «الزواج بالقوة». وقال الرئيس المنتخب بخاري: «لا نعرف هل يمكن إنقاذ فتيات شيبوك. مكانهن غير معروف، وأتمنى أن أعثر عليهن لكنني لا أستطيع أن أعد بذلك». ونقلت منظمة العفو عن ضابط بارز في الجيش النيجيري، أن الرهائن محتجزات في معسكرات ل «بوكو حرام» داخل البلاد، وفي تشاد والكاميرون المجاورتين. وتابع بخاري، الحاكم العسكري السابق الذي تعهد نهجاً مختلفاً عن سلفه غودلاك جوناثان: «ستستخدم حكومتي كل سلطاتها لإعادة الفتيات الى ذويهن». وكان جوناثان واجه انتقادات بسبب رده البطيء على أزمة فتيات شيبوك، بعدما جادل إثر تحديد الجيش مكانهن إثر الواقعة بأن عملية متسرعة لإنقاذهن قد تؤدي إلى مقتلهن. وفي إطار حملة حركة «برينغ باك آور غيرلز» (أعيدوا فتياتنا) المتواصلة يومياً في نيجيريا منذ سنة، للمطالبة بإطلاق الفتيات الرهينات، نظم تلاميذ أبوجا مسيرة إلى مكاتب وزارة التعليم، مرددين أغنيات تضامن. وقالت ناعومي مادو، ممثلة فتيات شيبوك في المسيرة: «أفتخر بأنني أستطيع تقديم شيء بهذه القوة للفتيات لأنهن يحتجن إلى كل دعم يمكن تقديمه الآن». وزادت: «أثار الخطف مخاوف في شأن الأمن، لكنه زاد تصميمنا على الذهاب إلى المدرسة، وأن نكون أفضل كي نستطيع أن نفعل شيئاً من أجل نيجيريا». وانضم الى المسيرة إينوتش مارك، والد إحدى المخطوفات الذي أكد أن حادث العام الماضي غيّر حياته، وقال: «شعورنا سيئ جداً. أنا حزين، وزوجتي لم تعد قادرة على العمل. نتناول أدوية أكثر من الطعام والشراب منذ خطفت ابنتنا». الى ذلك، أضيئت شموع في ساحة بمدينة لاغوس، حيث تعرض أسماء جميع الرهينات منذ سنة. كما أضيء مبنى «إمباير ستايت» في نيويورك باللونين الأحمر والبنفسجي تعبيراً عن التضامن، ورمزاً لمكافحة العنف الذي تتعرض له النساء. ونددت الأممالمتحدة ومنظمات للدفاع عن حقوق الإنسان بتعمد الإسلاميين المتشددين استهداف فتيان وبنات، علماً بأن 15 ألف قتيل سقطوا خلال تمرد «بوكو حرام» منذ 2009. وأورد تقرير سنوي أعده مكتب «زينب بانغورا» المسؤولة في المنظمة الدولية، أن «بوكو حرام وتنظيم داعش في سورية والعراق وجبهة النصرة وحركة الشباب الصومالية وتسعة جيوش أخرى أو ميليشيات، تستخدم مزيداً من العنف الجنسي كتكتيك رعب تجاه المدنيين». وكتبت الناشطة الباكستانية المناهضة لحركة «طالبان» ملالا يوسفزاي، في رسالة عشية ذكرى خطف فتيات شيبوك: «أعتقد بأن القادة النيجيريين والمجتمع الدولي لم يبذلوا جهوداً كافية».