قتل ليبيان بينهما حارس أمن وأصيب ثالث بجروح في العاصمة طرابلس أمس، عندما أطلق مسلحون النار على كشك حراسة أمام سفارة كوريا الجنوبية، في هجوم تبناه تنظيم «داعش». وقال مسؤول أمني في طرابلس إن المهاجمين «أطلقوا النار وأصابوا كشك الأمن أمام السفارة» الواقعة في حي الأندلس الراقي في وسط غرب العاصمة بين شارعي قرقارش وقرجي حيث مقر العديد من السفارات. وأفاد مدير الأمن الديبلوماسي في وزارة الداخلية العقيد مبروك أبو ظهير في تصريح لوكالة الأنباء الليبية في طرابلس إن الهجوم «أدى إلى وفاة احد منتسبي الإدارة العامة للأمن الديبلوماسي المكلفين بحماية وتأمين مقر مبنى السفارة». وتابع أن الهجوم أدى أيضاً إلى «وفاة شخص مدني صادف وجوده هناك أثناء الهجوم، اضافة إلى اصابة شخص ثالث هو من افراد الحراسة اصابات بليغة نقل على اثرها إلى المستشفى». وذكر انه «تم الابلاغ عن منفذي الهجوم الذين كانوا يستقلون سيارة من دون لوحات، وتجري عمليات التحري والمتابعة من قبل الاجهزة الامنية للكشف على المنفذين». وذكر حارس امن يعمل لدى السفارة ان القتيلين ليبيان، موضحاً ان السفارة «متوقفة عن العمل منذ فترة، لكن ديبلوماسيين كوريين يقيمون فيها». وأشار الى ان الهجوم وقع حوالى الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل. وتبين أن القتيل المدني يدعى جمال جبريل وهو أخ غير شقيق لمحمود جبريل رئيس تحالف القوى الوطنية الذي نعى أخاه. وأفاد أقارب لجبريل ان القتيل في العقد الرابع من عمره، وكان في زيارة لقريب له من حراس السفارة، عندما وقع الهجوم. وكان مدير الأمن الديبلوماسي رفض اعلان أسماء الضحايا، مؤكداً أن عناصر من «داعش» نفذت الهجوم. وقال مصور «فرانس برس» في المكان ان مبنى السفارة لم يصب باطلاق النار، فيما ابلغت مصادر امنية «الحياة» ان رصاصات عدة اخترقت كشك الحراسة الموضوع امام السفارة لحمايتها، ما يشير الى استهداف الحراس الليبيين. واكدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية الحادث، واشار ناطق باسمها الى ان ثلاثة كوريين جنوبيين بينهم ديبلوماسيان كانوا في السفارة ساعة وقوع الهجوم، لكنهم لم يصبوا بأذى. وأضاف الناطق: «لا نعلم اذا كان هذا الهجوم يستهدف السفارة او (الحراس) الليبيين» المكلفين امنها، مضيفاً ان السلطات بصدد دراسة امكان اجلاء جميع رعاياها من ليبيا. وأفاد موقع «سايت» المتخصص بمتابعة بيانات الحركات الجهادية، ان تنظيم «داعش» اعلن على موقع «تويتر» مسؤوليته عن الهجوم. وورد في بيان التبني: «قام جند الخلافة في مدينة طرابلس بتصفية عنصرين من حرس سفارة كوريا الجنوبية. ولله الحمد والمنة». وسبق ان تبنى تنظيم «داعش» هجمات مماثلة ضد السفارات في طرابلس التي اغلقت معظمها ابوابها مع تدهور الوضع الامني في العاصمة. وتشهد ليبيا نزاعاً مسلحاً منذ الصيف الماضي، حين انقسمت سلطة البلاد بين حكومتين، حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة مناوئة لها تدير العاصمة منذ آب (أغسطس) بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا». وسمحت الفوضى الأمنية التي تعيشها ليبيا بصعود جماعات متطرفة، بينها تنظيم «داعش» الذي يسيطر على الجزء الأكبر من مدينة سرت (حوالى 450 كلم شرق طرابلس)، ويتواجد في مدينة درنة في شرق ليبيا.