بعد فحص دقيق وطويل، وافق الرئيس الأميركي على طلب تعزيز القوات الذي نصح به، قبل 3 أشهر، الجنرال ستانلي ماكريستال. وعليه، بات في حوزة القائد الجديد الأدوات العسكرية والكفيلة بتحقيق خطة كشف النقاب عنها في آب (أغسطس). وتقضي الخطة ببسط سيطرة القوات على الولايات الأفغانية، وطرد طالبان منها، وإخراجهم. ويفترض إنجاز الخطة الرد على تحد مثلث أو ثلاثة عوامل: الأول هو «الشراكة» مع باكستان. فالدولة الباكستانية منخرطة في لجم قبائل البشتون المتمردين والمتحصنين في مناطقهم. والانسحاب الأميركي يخلف حتماً فراغاً سياسياً كبيراً على الجبهة الأفغانية من خط دوراند الحدودي. ولن يتأخر مقاتلو الملا عمر عن ملء الجنوب الأفغاني القبلي أو البشتوني حال الانسحاب. ولا مناص من ان تعود مع طالبان «القاعدة» ومقاتلوها الأمميون. وتدعو خطة أوباما باكستان الى التخلي عن استراتيجية التصدي لاجتياح هندي تراه باكستان الخطر الأول الذي يتهددها، ويصرفها عن تعبئة قواتها على جبهة قتال طالبان. ويترتب على باكستان الإقلاع عن اعتبار افغانستان جزءاً من خطة سرية ترمي الى تطويقها من خلف، وعليها الإعداد للقتال فيها جنباً الى جنب مع طالبان اللاجئين الى بلوشستان، ويقتضي إضعاف طالبان بناء شبكة مدارس علمانية مجانية وإلزامية. والعامل الثاني في الخطة هو تخطي فخ الحرب غير المتكافئة والالتفاف عليه. وفي باكستان يحارب غربيون يتفوقون بتكنولوجيتهم وقوة نيرانهم على افغان يتفوقون بخبرتهم الميدانية وصلابتهم واستخفافهم بالقيود القانونية والأخلاقية. والإرهاب الطالباني، مثل ذبح أهل قرية يشتبه في «تعاونها» مع كابول، سلاح أمضى من القصف البعيد. والعامل الثالث هو تعبئة الأفغان على التمرد. فشاغل الأفغان هو قبيلتهم وإطعام أسرهم. فتحسين الرواتب في هذه الحال إجراء ضروري. وينبغي إرساء التجنيد على قاعدة إقليمية ومحلية. فلا يُدعى الجيش الوطني الى اجتياح الأودية وغزوها، على شاكلة القوات الأجنبية حين تقوم بإنزال يسبق فرض الأمن والحماية. وهذا تحد كبير. * صحافي، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 3/12/2009، إعداد حسام عيتاني