شارك ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية ال 26، والتي انطلقت اليوم (السبت) في مدينة شرم الشيخ في مصر. وألقى الملك حمد بن عيسى آل خليفة كلمة قال فيها إن اجتماعنا اليوم يعبر عن التئام الشمل العربي، وينقل للعالم بأسره أن العرب متحدون في مواقفهم، ويتبادلون الرؤى فيما بينهم، ويناقشون قضاياهم بصراحة، ويأخذون قراراتهم بحكمة وروية، ويحرصون على تنفيذها بأمانة وشفافية وصدق، مشيراً إلى أن «أهم هذه التحديات، هو ما يواجهه اليمن من أوضاع وتطورات مؤثرة على أمننا القومي». وقال الملك حمد بن عيسى آل خليفة انه «لمن دواعي سرورنا، أن نشارك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وأن نهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، على استضافة هذه القمة وترؤسها، بما سيسهم في قيادة سفينتنا العربية إلى بر الأمان بكل حكمة واقتدار في ظل الظروف الصعبة والدقيقة من تاريخ أمتنا، فمصر وعلى مر العصور كانت ولا زالت هي السند للعرب، وصاحبة الريادة في الدفاع عن قضايا أمتنا ومصالحها، شاكرين فخامته والشعب المصري الشقيق على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال». وأضاف: «نتقدم بالشكر أيضاً إلى أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لما اضطلع به من جهود متميزة، ومبادرات كثيرة تصب في مصلحتنا وتعبر عن آمالنا، وعلى مبادراته الدائمة في العمل على رأب الصدع وتعزيز اللحمة بما أدى إلى نتائج مثمرة وملموسة، خلال فترة ترؤسه القمة العربية في دورتها السابقة، فله منا عظيم الامتنان والتقدير». وتابع: «كما نقدر الجهود الكبيرة التي يقوم بها أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي الذي لم يدخر وسعاً في متابعة القضايا العربية وتقديم مقترحاته وأفكاره البناءة لمصلحة العمل العربي المشترك، ونشيد بدوره المقدر والهام في اتخاذ الخطوات المطلوبة من أجل إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان، كما نتقدم له ولجميع العاملين في الأمانة العامة للجامعة بالشكر على الإعداد الجيد لهذه القمة». وأشار الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى ان «اجتماعنا هذا يعبر عن التئام الشمل العربي، وينقل للعالم بأسره أن العرب متحدون في مواقفهم، ويتبادلون الرؤى فيما بينهم، ويناقشون قضاياهم بصراحة، ويأخذون قراراتهم بحكمة وروية، ويحرصون على تنفيذها بأمانة وشفافية وصدق، إحساساً بالواجب القومي، ولمواجهة التحديات الجسام في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ أمتنا»، موضحاً أن «أهم هذه التحديات، هو ما يواجهه اليمن الشقيق من أوضاع وتطورات متسارعة ومؤثرة على أمننا القومي أدت إلى استجابتنا والأشقاء العرب إلى دعوة أخينا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتلبية طلب رئيس اليمن عبدربه منصور هادي، بالتدخل العسكري الفوري، وبتأييد دولي كبير لإعادة الأمن والاستقرار والشرعية في اليمن الشقيق». وأضاف أن هذه الاستجابة جاءت «إجراء حاسم لا بد منه، تمليه علينا المسؤولية التاريخية، ويستند على ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، وتأكيداً منا على التضامن العربي مع اليمن وقيادته الشرعية، وحرصاً على سيادته واستقلاله ووحدة شعبه وأراضيه، وحماية محيطه الإقليمي في باب المندب وبحر العرب، التزاماً منا حفظ الأمن والسلم الدوليين وحرية الملاحة والتجارة العالمية، مؤكدين بأن هذه الخطوة لم تتخذ إلا بعد استنفاذ جميع الوسائل والمساعي والجهود الإقليمية والدولية لاحتواء الأزمة، وأهمها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، التي توافق عليها جميع اليمنيين». وقال: «لاخوة الكرام، من منطلق حرصنا على أمن واستقرار المنطقة من جميع النواحي، فإننا نؤكد أهمية اعتماد هذه القمة مبدأ إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة، في إطار المواثيق العربية والدولية، تكون مهمتها التدخل العسكري السريع لرد أي اعتداء يهدد أمن واستقرار وسيادة أي من دولنا العربية. وفي هذا السياق، فإننا نؤكد أيضاً على موقفنا الرافض لانتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط وأهمية إعلانها منطقة خالية من هذه الأسلحة. ومحاربة التطرف الفكري والتشدد المذهبي وانتشار الإرهاب البغيض المتعدد الأشكال والمظاهر والشعارات في المنطقة». وأوضح أنه «إن كانت قضايانا وتحدياتنا اليوم، متعددة ومتشعبة، فإن مواقفنا هي ذاتها، ثابتة لا تتغير، وفي مقدمتها التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدسالشرقية، طبقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، وضرورة وقف الاستيطان ورفع الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة، كما اننا نؤكد على حق الإمارات العربية المتحدة في استعادة جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران وفقاً لمبادرتها السلمية بالتفاوض أو باللجوء لمحكمة العدل الدولية». وأضاف: «نؤيد حق إخواننا في سورية والعراق وليبيا في الحفاظ على سيادة دولهم وسلامتها الوطنية، وبناء نظامهم السياسي بحرية واستقلال من دون تدخل من أية قوة خارجية». وختم الملك حمد بن عيسى آل خليفة كلمته قائلاً: «أصحاب الجلالة والفخامة والسمو. إن التحدي الذي تواجهه أمتنا بالغ الصعوبة والخطورة، وعلينا أن نكون عند مستوى هذا التحدي قوة واحدة متماسكة كالبنيان المرصوص يسند بعضه بعضاً. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يسدد على طريق الخير والحق خطانا بما فيه مصلحة شعوبنا وهو ولي التوفيق».