أقر وزراء خارجية الدول العربية، إنشاء قوة عسكرية لمواجهة التهديدات الأمنية التي تتعرض لها دولهم، فيما أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن المشاركة في القوة اختيارية من الدول العربية. من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن قرار إنشاء القوة سيرفع إلى القمة العربية التي ستعقد غدا وبعد غد لمناقشته وإقراره. في المقابل، عبر المجلس الوزاري العربي للجامعة خلال الاجتماع الذي عقد أمس في منتجع شرم الشيخ، عن مباركته وتأييده للعملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي يقوم بها "التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن"، الممثل في دول مجلس التعاون الخليجي وعدد من الدول العربية والإسلامية بدعوة من رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي، معربا عن أمله في أن تعيد هذه العملية الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن في ظل قيادتها الدستورية الشرعية.
أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن وزراء الخارجية العرب وافقوا في اجتماعات عقدت أمس في منتجع شرم الشيخ على إنشاء قوة عسكرية لمواجهة التهديدات الأمنية التي تتعرض لها دول عربية. وقال في مؤتمر صحفي أذيع تلفزيونيا في نهاية الاجتماعات إن المشاركة في القوة اختيارية من الدول العربية. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن قرار إنشاء القوة العربية سيرفع إلى القمة العربية التي ستعقد غدا وبعد غد لمناقشته وإقراره. وعبر المجلس الوزاري العربي لجامعة الدول العربية عن مباركته وتأييده للعملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي يقوم بها "التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن"، الممثل في دول مجلس التعاون الخليجي وعدد من الدول العربية والإسلامية بدعوة من الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية. وقال المجلس في بيان صدر عن الاجتماع الوزاري العربي التحضيري للقمة العربية: "انطلاقاً من حرص أعضاء المجلس الوزاري للجامعة العربية على وحدة اليمن واستقلاله وسيادته وعلى أمنه واستقراره وبعد أن استنفدت دول مجلس التعاون الخليجي كل السبل السلمية الرامية لحل الأزمة اليمنية، واستناداً إلى اتفاق الدفاع العربي المشترك في ميثاق الجامعة العربية وعلى المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة وانطلاقاً من مسؤولياتها في حفظ سلامة الأوطان العربية ووحدتها وحفظ سيادتها واستقلالها فإن المجلس الوزاري العربي يعرب عن مباركته وتأييده للإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن، الممثل في دول مجلس التعاون الخليجي وعدد من الدول العربية والإسلامية بدعوة من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي". وأعرب المجلس عن أمله في أن تؤدي هذه العملية العسكرية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن في ظل قيادتها الدستورية الشرعية والتصدي لكل محاولات ميليشيات الحوثي المدعومة من أطراف خارجية والرامية إلى تهديد أمن اليمن والمنطقة والأمن القومي العربي وتهديد السلم والأمن الدوليين، وذلك عبر مصادرة الإرادة اليمنية وإثارة الفتن في اليمن وتفكيك نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية. وكان وزراء الخارجية العرب عقدوا جلسة تشاورية أمس قبيل اجتماعهم التحضيري للقمة العربية المقررة غدا السبت على مستوى القادة خصصت لبحث واستعراض المستجدات الراهنة والتداعيات الخطرة في اليمن وسبل التعامل العربي معها. وترأس وفد المملكة العربية السعودية إلى الاجتماع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. وتأتي هذه الجلسة التشاورية بعد مناشدة اليمن على لسان وزير خارجيتها الدكتور رياض ياسين، بضرورة التدخل العربي العسكري العاجل في اليمن لردع التصعيد الحوثي وقبيل انطلاق الاجتماع الوزاري برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس للإعداد لجدول أعمال القمة والملفات العربية المطروحة أمام القادة العرب وفي مقدمتها صيانة الأمن العربي. بدأت أمس في مدينة شرم الشيخ المصرية أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها ال26 العادية المقررة غدا السبت، وذلك برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري ومشاركة الوزراء العرب، وبحضور الأمين العام للجامعة نبيل العربي. وتم خلال الاجتماع الوزاري اعتماد مشروع جدول الأعمال ومناقشة بنوده، وفي مقدمتها موضوع صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة، بالإضافة إلى مستجدات القضية الفلسطينيةوالعراق وسورية واليمن. كما يعتمد الوزراء العرب في جلسة مغلقة مشاريع القرارات التي سترفع إلى القادة العرب في قمتهم المقررة غدا السبت. وسبقت الاجتماع جلسة تشاورية عقدها وزراء الخارجية للبحث في مشروع جدول الأعمال وآخر المستجدات والتطورات في المنطقة العربية بهدف التوافق حولها. وقال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الأحمد الصباح في كلمته خلال الاجتماع التحضري للقمة العربية "إن التطورات الخطرة والمتصاعدة التي يمر بها اليمن الشقيق نتيجة لاستمرار الميليشيات الحوثية في استخدام العنف لتقويض مفاصل الدولة وأركانها تستوجب منا جميعا سرعة التحرك واتخاذ التدابير اللازمة لإعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد الشقيق، وذلك وفق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن المبنية على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، مؤكدا دعم الشرعية الدستورية في اليمن ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي. وأضاف أنه استجابة لطلب الرئيس اليمني بتقديم المساندة الفورية عربيا ودوليا لحماية اليمن وشعبه، وصون سيادته أمام التهديات والاعتداءات التي قام بها الحوثيون على أراضي المملكة العربية السعودية، والتي مثلت تهديدا للأمن القومي الخليجي والعربي، وذلك بموجب ما نصت عليه اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وميثاق الجامعة العربية، ومعاهدة الدفاع العربي المشترك. وأعلن دعم الكويت ووقوفها إلى جانب المملكة في حقها في الدفاع عن نفسها، لافتا إلى ضرورة دعوة الأطراف المعنية في اليمن إلى ضرورة التنفيذ الفوري لقرارات مجلس الأمن وتطبيق بنود المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، والالتزام بنتائج الحوار الوطني الشامل، والاستجابة لعقد المؤتمر الخاص باليمن الذي رحب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز باستضافته بحضور الأطراف اليمنية كافة، وذلك لتجنيب اليمن الانزلاق نحو المزيد من الفوضى والدمار. وتابع "لقد تشرفت بلادي العام الماضي بانعقاد أول قمة عربية دولية على أرضها وسط ظروف وتحديات بالغة الخطورة مرت بها منطقتنا. وقد تحقق النجاح للقمة بدعم وتأييد من أشقائنا في الدول العربية، وذلك عبر إصدار قرارات تصب في دعم مسيرة العمل العربي المشترك وتعزز التضامن العربي بجوانبه كافة". وأشار وزير الخارجية الكويتي إلى أن بلاده بذلت بصفتها رئيسا للقمة العربية وبمشاركة أشقائها العرب جهودا واضحة في دعم القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية سواء من خلال اجتماعات اللجنة الوزارية لمتابعة مبادرة السلام العربية التي عقدت خمسة اجتماعات لها خلال العام الماضي، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أو عبر المشاركات الإقليمية أو الدولية أو من خلال اللقاءات الثنائية مع المسؤولين في الدول الصديقة لإبراز الموقف العربي المتضامن والداعم لقضية العرب الأولى "القضية الفلسطينية. ونوه بأن دولة الكويت قامت بالمشاركة ضمن الوفد الوزاري العربي الذي قام بزيارة إلى الاتحاد السويسري والجمهورية الفرنسية والمملكة المتحدة، إذ تم الالتقاء بعدد من المسؤولين هناك لدعم الجهود العربية الرامية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبحث سبل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، لافتا إلى أنه قام بزيارة إلى دولة فلسطين للقاء الرئيس الفلسطيني للتعبير عن الدعم الكامل لفلسطين في إقامة دولة مستقلة والرفض التام لكل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة. وقال وزير الخارجية الكويتي "إن الكويت قامت أيضا وبالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتوجيه رسائل إلى الدول الأعضاء كافة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحثهم على دعم مشروع القرار العربي الذي جاء تحت عنوان (القدرات النووية الإسرائيلية)، والذي يطالب إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية باعتبارها الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي لم تنضم إلى المعاهدة، وذلك لضمان إخلاء المنطقة بالكامل من الأسلحة النووية. ونوه وزير خارجية الكويت بترؤس بلاده وفدا وزاريا عربيا قام بزيارة إلى العراق للتعبير عن الدعم العربي الكامل للحكومة العراقية في جهودها لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع العراق وتحقيق تطلعات الشعب العراقي في مستقبل أكثر نموا وازدهارا. وأشار الشيخ صباح الخالد إلى الكارثة الإنسانية السورية التي تدخل عامها الخامس، موضحا أنها حصدت مئات الآلاف من الأرواح ،وأدت إلى تهجير وتشريد ما يجاوز نصف سكان سورية أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي ما زال يقف عاجزا عن إيجاد حل لهذه المأساة الإنسانية. وتابع "أنه في الآونة الأخيرة من خلال الاجتماعات التي عقدت أخيرا في موسكو والقاهرة برزت مؤشرات إيجابية علاوة على الخطة المقدمة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا من أجل إنقاذ الشعب السوري من أتون هذه الحرب المستعرة. وأكد وزير الخارجية الكويتي أن تطورات الوضع في ليبيا وما تتعرض له البلاد من اقتتال مستمر هو مبعث قلق، ويدعونا إلى التأكيد على ضرورة تضافر كل المساعي والجهود الهادفة إلى إعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، مشيدا بالمساعي التي يقوم بها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليببا برناردينو ليون والجهود القيمة لممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية الخاص بليبيا ناصر القدوة، إضافة إلى المبادرات التي تقوم بها دولتا المغرب والجزائر. من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري في كلمته أن الأمن القومي العربي كان وما زال يواجه تحديات كبيرة تتعلق باستعادة دور الدولة في المنطقة للحيلولة دون توسع الصراعات والنزاعات الطائفية التي ضاعفت التحدي الذي يمثله خطر الإرهاب، الأمر الذي يستدعي اعتماد إجراءات وتدابير فاعلة للتصدي لهذه الظاهرة وتجفيف منابعها، مع مراعاة ألا تقتصر مجابهتنا لهذه الآفة المدمرة على البعدين الأمني والعسكري. وقال إن "ما تشهده الساحة اليمنية من تطورات بالغة الخطورة لم تكن لتقف عند حدود اليمن إن لم يتم تداركها من خلال تحرك سريع وفاعل، مؤكدا أن الموقف المصري من الأزمة هناك يقوم على رفض القفز على الشرعية وفرض سياسة الأمر الواقع بالقوة، ولذا فإن دعم مصر أكيد لمؤسسات ورموز الدولة الشرعية. التي يتعين تمكينها من القيام بمسؤولياتها القومية من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية ومصالح شعب اليمن".