تبرز قصتان في القرآن الكريم مكانة بلاد الشام والقدس في تاريخ الإيمان، وتظهران قدرة الله تعالى في تسخير الأمور لعباده المؤمنين. الأولى هي قصة إحضار عرش بلقيس من سبأ إلى مجلس النبي سليمان عليه السلام. عندما أراد سليمان إحضار عرش ملكة سبأ قبل وصولها، قال عفريت من الجن: «أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك«، لكن الذي عنده علم من الكتاب قال:»أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك«. فتم إحضار العرش في طرفة عين، كما ورد في قوله تعالى: «قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين * قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين * قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم». الثانية هي رحلة الإسراء والمعراج، حيث أُسري بالنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، ليلاً من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، ثم عرج به إلى السماوات العلى. وقد ذكرت هذه الحادثة في قوله تعالى: «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير» هاتان القصتان تظهران مكانة القدس وبلاد الشام في التاريخ الإسلامي، وتتجلى فيها قدرة الله تعالى في تحقيق ما يشاء بطرق تفوق تصورات البشر. لذلك، يجب على المؤمنين أن يتجنبوا الانسياق وراء تفسيرات باطنية أو مفاهيم مستمدة من علوم الطاقة والبوابات النجمية التي قد تفتح أبواب الشرك أو السحر. بل ينبغي عليهم التمسك بتعاليم الدين الحنيف والاعتماد على ما ورد في الكتاب والسنة من هدى ونور، وليعلموا أن لحظة الاتصال الآني واللحظي هذي هي إعجاز من أمر «إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون» ولا قبل لأحد بها من الخلق.