توالي السعودية لجوءها المُجْدِي الى استخدام دبلوماسية القمم العربية والعالمية. فقد أثبتت السنوات الماضية جدوى جمع الرؤساء والقادة في السعودية لوضع مقترحات ناجعة للعبور بالمنطقة والعالم من الأزمات والحروب إلى بر الأمان. وتشهد المملكة خلال الأيام القادمة قمة عربية خماسية للبحث في شأن كيفية تقديم خطة بديلة لإعمار قطاع غزة، وحسم سؤال «اليوم التالي». وتشارك المملكة نهاية فبراير الجاري في القمة العربية الطارئة التي دعت مصر إلى عقدها في القاهرة، لتقديم خطة عربية موحدة تحظى بالإجماع العربي لتحقيق تلك الغاية. وتتوقع الرياض أن تستضيف في وقت لاحق قمة أمريكية روسية سعودية، لوضع حد للحرب الروسية الأوكرانية، التي تضرر منها الأمن الدولي، والاقتصاد العالمي. وستكون قمة ترمب - بوتين حدثاً فريداً تنعكس تأثيراته الإيجابية على عدد من القضايا الدولية. وتكتسب دبلوماسية القمم أهمية خاصة لشعوب المنطقة العربية والإسلامية، التي تعلق آمالاً كبيرة على قيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتلك الجهود الضخمة. فهو الزعيم العالمي الوحيد الذي يحتفظ بعلاقة وثيقة مع كل من بوتين وترمب. ومن الضروري القول، إن الدفعة القوية التي عززت الدبلوماسية السعودية ظلت أولوية ثابتة لدى القيادة السعودية منذ العام 2015. واكتسبت بعداً أكبر مع إعلان رؤية 2030، التي تُعلي المصالح الاقتصادية، والسياسة الخارجية، فيما يتواصل اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي العهد بتحقيق أكبر قدر ممكن من المصالح الجيوبوليتيكية للمملكة. وبدأ العالم يدرك أكثر من أي وقت قيمة وجدوى دبلوماسية ولي العهد في المشهد العالمي، في أتون التوترات المتفاقمة من جراء أزمتَي أوكرانيا وقطاع غزة. وفي شأن فلسطين يُجمع العرب على قوة السياسة الخارجية السعودية، من خلال الموقف السعودي الصلب الرافض لتقديم أي تنازلات عن حل الدولتين لتسوية النزاع العربي مع إسرائيل.