تعهد وزراء خارجية 12 دولة اميركية جنوبية اجتمعوا في كراكاس مساعدة فنزويلا في تخطي الشح المتواصل في الغذاء والدواء ومنتجات اخرى. واتفقت كتلة "اوناسور" (اتحاد دول اميركا الجنوبية) مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على توفير المواد المفقودة في معظم المتاجر الكبرى في البلاد، والتي تسهم في ازدياد النقمة الشعبية على النظام الاشتراكي. وشددت الكتلة على اهمية الحفاظ على الاستقرار الديموقراطي في البلاد، وقال امينها العام ارنستو سامبر ان "الفكرة هي مشاركة كل الدول في دعم توزيع المواد الاساسية"، مضيفا "سنعمل سويا مع السلطات الفنزويلية لتعزيز شبكات التوزيع في دولنا لكي تساعد فنزويلا". وانتقد سامبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في فنزويلا والتي تحولت الى اعمال عنف، وقال ان على المعارضة "التعبير عن آرائها بطريقة ديموقراطية وسلمية وقانونية". ويخشى النظام ومؤيده الاقليميون من ان تستغل المعارضة الفنزويلية لمحصلتها ازمة الغذاء الحالية في الانتخابات النيابية المقررة اواخر السنة الجارية. وقال الخبير السياسي جون ماغدالينو "في تشرين الاول (اكتوبر) 2014، كان 44 في المئة من الناس يقولون انهم ينتمون الى التيار التشافيزي (نسبة الى الرئيس الراحل هوغو تشافيز). وفي كانون الاول (ديسمبر) الماضي، كان عددهم 22 في المئة: اي ان مؤيدي التشافيزية تراجعوا الى النصف". واضاف ماغدالينو ان الانكفاء الذي يواجهه النظام ناجم في المقام الاول عن وفاة تشافيز والازمة الاقتصادية والتراجع المتزايد لشعبية مادورو الذي يتولى الحكم منذ نيسان (ابريل) 2013، مطبقا النموذج الاشتراكي الذي يقضي بمركزية الاشراف والتخطيط، لكنه يواجه انهيارا عاما للاقتصاد. وسجل التضخم في 2014 رقما قياسيا جديدا (68.5 في المئة وفق الوتيرة السنوية)، وتزايد النقص على صعيد المواد الغذائية والادوية، ويعاني حوالى ثلث السكان من الفقر، وتجاوز عجز الميزانية 20 في المئة من اجمالي الناتج المحلي الذي ازداد 4 في المئة في 2014. وزاد تراجع اسعار النفط الذي يؤمن 96 في المئة من العملات الصعبة، الوضع تفاقما.