غصت ممرات معرض الرياض الدولي للكتاب وأروقته، لليوم الثاني على التوالي، بأعداد كبيرة من الزوار، الذين امتلأت بهم أجنحة دور النشر بحثاً عن الكتب والإصدارات الجديدة. وتنوعت اهتمامات هؤلاء بين باحثين عن كتب تزيد مخزونهم الثقافي، أو حضور الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض، التي يقدم فيها نخبة من المثقفين والمختصين عصارة خبراتهم الثقافية والإنسانية، عبر محاضرات أو ورش ثقافية أو ورش عمل. وكان واضحاً تنافس دور النشر في تقديم الجديد، وابتكار الأساليب في عرض الكتب ذات المواضيع اللافتة والأكثر استقطاباً لانتباه الحضور. وكان للرواية وكتب تطوير الذات النصيب الأكبر من اهتمام الزوار. إلى ذلك انطلقت مساء أمس الفعاليات الثقافية التي تقام على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب، ويشارك فيها عدد من الكتاب والباحثين من السعودية والدول العربية، بمحاضرة حول «الإسلام والتعايش» قدمها الشيخ صالح المغامسي. وأكد المحاضر أهمية أن يتعايش الإنسان مع نفسه قبل التعايش مع الآخرين، في إشارة إلى ضرورة الحوار وقبول الآخر. واستعرض المحاضر شعار المعرض لهذا العام «الكتاب... والتعايش»، بوصفه أحد أصناف التعايش في حياة الإنسان، لاسيما وأنه يندرج في إطار التعايش الثقافي، وواحد من ثلاثة أشكال للمعايشة، تشمل التعايش الاقتصادي والسلمي. ونوه المغامسي بضرورة تربية الإنسان لنفسه، من خلال الرقابة الذاتية، وعدها واحدة من أهم الوسائل التي تضمن معايشة صالحة ونافعة مع المجتمع، على المستوى الاجتماعي والأخلاقي والديني. وتضمن البرنامج الثقافي لمساء أمس محاضرة لوكيلة وزارة الثقافة والفنون بجنوب أفريقيا ريجويس مابودافاسي، كأولى فعاليات ضيف الشرف، وقدمت ما بودافاسي تعريفاً بدولة جنوب أفريقيا، وبعض المظاهر الثقافية فيها، وما يمثله الكتاب والقراءة من أهمية لدى الشعب الجنوب أفريقي، مؤكدةً أن اختيار بلادها ضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب 2015 محل فخر، متمنيةً أن تتحقق الفائدة من التعاون الثقافي البناء بين المملكة وجنوب أفريقيا. وفي الورش الثقافية المقامة ضمن البرنامج الثقافي، استعرضت دنا قطان من مؤسسة مجموعة «أمهات صح»، في الورشة الافتتاحية بعض النصائح الخاصة بالأم، وفوائد القراءة، وكيف تنميها كهواية لدى الأبناء، ومدى أهمية أن تكون الأم معايشة للقراءة والكتاب، وحجم المعلومات الممكنة لدعم المخزون المعرفي لديها، بما ينعكس بالإيجاب على حياتها وأسرتها في جميع الجوانب. من جانبها، ركزت عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس في جامعة الملك سعود الدكتورة وفاء طيبة، على جوانب توعوية إنسانية اجتماعية نفسية تهتم بالسلامة الشخصية، وكيف تحمي الأم والأسرة الأبناء من المخاطر النفسية والإنسانية خارج المنزل. وسلطت المستشارة التربوية الدكتورة منى البليهد الضوء على الأساليب التي ينبغي للأم أو الأسرة اتباعها، ليصبح الابن قارئاً وكاتباً، والطرق المثلى لتنمية هواية الكتابة والقراءة.