انطلق أمس معرض الرياض الدولي للكتاب، وجاء الإقبال كثيفاً من الزوار على اختلاف شرائحهم. وعلى رغم أن أمس (الخميس) كان يوم عمل، فإن ذلك لم يمنع محبي الكتب من الحضور منذ الساعات الباكرة إلى المعرض. وكما هو متوقع غصت أجنحة دور النشر وممرات المعرض وأروقته بالزوار، رجالاً ونساء وفتياناً وفتيات، وحتى الأطفال. بيد أن الملاحظات كانت كثيرة على المعرض، إذ لاحظ الزوار عدم وجود كتيبات تساعدهم في الوصول إلى دور النشر، كما أن الأجهزة التي يفترض أن تسهل عملية البحث عن العناوين لم تكن تعمل، إضافة إلى سوء التكييف. على أن الملاحظة البارزة هي غلاء الأسعار! إذ يقول عبدالرحمن الهريفي: «إن سعر كتاب من 200 صفحة يتجاوز ال70 ريالاً، والكتاب الذي يتكون من أكثر من مجلد، يفوق سعره المئة ريال». وأشارت شذى الصمعاني إلى أن «إدارة المعرض تلزم دور النشر بوضع الأسعار على الكتب، إلا أن غالبية دور النشر لا تتقيد بذلك». وأوضح عادل الأحمدي أنه جاء إلى المعرض ومعه قائمة من أسماء الكتب، لكنه لم يستطع أن يشتري منها سوى عدد محدود، بسبب الغلاء، ما جعله يقترح على زملائه ومن يعرف، عدم الشراء من المعرض حتى تقوم إدارة المعرض بدورها فتلزم دور النشر بتسعيرة معقولة تتيح للمهتمين شراء ما يرغبون من كتب. إلى ذلك أكدت دراسة صادرة عن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، التابع لشركة «أرامكو» السعودية أن 93 في المئة من أفراد المجتمع السعودي يولون اهتماماً كبيراً بتنمية هواية القراءة لدى أطفالهم، بمعدل يومي يقارب الساعة، فيما يستمتع 88 في المئة من الكبار بما يقارب 81 دقيقة يومياً يقضونها في القراءة الحرة. جاء ذلك في إصدار حديث يقدمه المركز خلال مشاركته بجناح تعريفي في معرض الرياض، إلى جانب إصدارات أخرى ومعلومات عن المركز، الذي يأتي مبادرة من شركة «أرامكو» السعودية ضمن برنامج المسؤولية الاجتماعية الذي تتبناه. وركز المركز في هذه الدراسة على اتجاهات القراءة وأنماطها لدى المواطن السعودي، الذي لا يركز على جانب معين أو تخصص ما في المواضيع التي يقرؤها، بل يفضل أن تكون القراءة الحرة ديدنه في هذه الهواية، من دون الالتزام باتجاه واحد على الإطلاق. وأوضحت الدراسة أن اهتمام المجتمع بزيارة معارض الكتاب التي تنظمها المملكة من وقت لآخر وفي مناطق مختلفة، يوضح في شكل عام حجم اتجاه الإنسان السعودي إلى هواية القراءة، لتكون واحدة من الهوايات الأبرز تنامياً في الأعوام الأخيرة الماضية، وقاست الدراسة هذا الإقبال بنسب مئوية لزوار معارض الكتاب المقامة في العاصمة الرياض خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، ونال فيها الأطفال 25.8 في المئة، فيما كانت نسبة زيارة الكبار 65 في المئة.