اعتاد أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، على القيام بجولات تفقدية إلى محافظات المنطقة المختلفة، مفتتحاً مشاريع تنموية تارة أو واضعاً حجر أساس تارة أخرى. ولكنه يحرص في كل زياراته على الالتقاء بالمواطنين، والإصغاء إلى مطالبهم واقتراحاتهم وشكاواهم، وفي كثير من الحالات يبت في المطالب التي يتلقاها مباشرة، وبخاصة أنه يصطحب معه في تلك الزيارات كبار المسؤولين في الشرقية. بيد ان زيارته الحالية إلى الخفجي والنعيرية، تكتسب سمة أخرى لدى أهالي المحافظتين، فهي تتزامن مع الاحتفالات بقرب عودة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز، من رحلته العلاجية، وفي هذا الصدد يرعى اليوم، ختام مهرجان «الاحتفاء بسلامة ولي العهد لسباق الهجن»، في ميدان الملك فهد في النعيرية، وتكريم الفائزين في المهرجان. كما ان المشاريع التي يدشنها ويضع حجر أساسها في المدينتين تعتبران الأكبر في تاريخهما، إذ تجاوزت قيمتها 1.7 بليون ريال، في إشارة إلى ان بوصلة التنمية تتجه هذه المرة شمالاً. وفي هذا الصدد قال الأمير محمد بن فهد خلال حفلة أقيمت عصر أول من أمس، لمناسبة تدشينه مشاريع تنموية في الخفجي: «إن ما شهدته المحافظة من افتتاح مشاريع تنموية ووضع حجر الأساس لمشاريع تنموية للتعليم، والصحة، والبلدية، والمياه، والتعليم العالي، وغيرها في الموازنة الحالية يدل على حجم الاهتمام والمتابعة، إذ كلفت أكثر من 1.6 بليون ريال»، مضيفاً «ستشهد الموازنة المقبلة للدولة مشاريع طموحة أخرى للمحافظة. كلها تهدف إلى رقي وتطور المحافظة، وراحة المواطنين والمقيمين فيها». ودعا رجال الأعمال إلى «دراسة الفرص الاستثمارية المتاحة في المحافظة»، مؤكداً ان إمارة الشرقية «ستقدم كل الدعم لهم». وتضمنت المشاريع التي دشنها أمير الشرقية في الخفجي، مبنى العمليات المشتركة لشركة «أرامكو لأعمال الخليج»، و«الشركة الكويتية لنفط الخليج»، ومبنى الإدارة للعمليات المشتركة، والمبنى الرئيس لمكاتب الشركة. كما افتتح مبنى الإسكان للعمليات المشتركة، والذي يتكون من 800 وحدة سكنية. وكذلك مشاريع تنموية صحية وتعليمية وبلدية ونقل ومياه. واعتبر كبير الإداريين التنفيذيين في شركة «أرامكو لأعمال الخليج» المهندس محمد الشمري، مشروع المبنى الرئيس لعمليات الخفجي المشتركة، «جزءاً من الخطة التطويرية للشركة التي شملت البنية التحتية، وإعادة بناء مرافق الشركة ومكاتبها ومعاملها ومرافقها السكنية والترفيهية، إضافة إلى مشاريعها الصناعية والتنموية ومجمع وزارتي البترول السعودية والكويتية». أما مشاريع النعيرية التي يدشنها الأمير محمد بن فهد اليوم، فتجاوزت كلفتها 133 مليون ريال، وتشمل مركز الاحتفالات، ومبنى بلدية النعيرية، ومشروع محطة تحلية المياه، ومبنى فرع المياه في النعيرية. كما يضع حجر أساس كل من مشروع مبنى كلية البنات، وطريق ازدواج عريعرة – الصرار. وفي مركز مليجة، يفتتح مبنى البلدية، والمسلخ المركزي، ومشروع تصريف مياه الأمطار، وحديقة الأمير محمد بن فهد، ومشروع أسواق الخضار واللحوم والأسماك، ومبنى جمعية البر الخيرية. ولقيت هذه المشاريع صدى إيجابياً، لدى أهالي المحافظتين، إذ قال سلطان حمد المري، في كلمة ألقاها نيابة عن الخفجي: «إن ما تشهده المحافظة من تطور وازدهار ملحوظ عن السنوات الماضية، دليل على الحرص والمتابعة من جانب أمير الشرقية». وفي النعيرية، التي تزينت شوارعها منذ أسبوع، استعداداً لهذه الزيارة، عمت الفرحة الأهالي، الذين أشاروا إلى أن المشاريع التنموية التي سيتم تدشينها «تسهم في تحقيق النهضة الشاملة، وتدعم مسيرة التنمية، لما يحقق خدمة المواطن ورفاهيته». وقال المحافظ سليمان بن جبرين: «إن هذه الزيارة تتضمن تدشين مشاريع، تُعنى بخدمة المواطنين، وتسهم في راحتهم واستقرارهم».