في حين كان الموج «الأزرق» يضرب الخصوم في كل موسم في طريقه نحو الذهب، تحولت الأمواج في السنتين الأخيرتين إلى عدو عوضاً عن حليف، فبات الهلال تائهاً وسط دوامة من الغضب، التي تلاحق الفريق بعد توالي ضياع الألقاب والنقاط، «الزعيم» الذي اقترب من وداع فرصة المنافسة على بطولة الدوري، وخسر المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال آسيا، سيكون اليوم على بعد خطوة واحدة من إنقاذ نفسه من عناء ما يواجه. مدرب الفريق الروماني ريجيكامب الذي تحمله الجماهير مسؤولية جل ما يحدث، وتحمل إدارة النادي مسؤولية بقائه، يعرف أن مباراة اليوم لا تشبه أية مباراة أخرى، فحتى خسارة البطولة الآسيوية التي مثلت طوال 12 عاماً المطلب الأهم بين أبناء المدرج العاصمي، بدت مقبولة في ظل ما صاحبها من ظروف، إضافة إلى احتفاظ الهلال بفرصة المنافسة على بقية الألقاب، أما وقد خسر الهلال جل ما يعني جماهير فريقه من بطولات، فلن تسير الأمور بالطريقة ذاتها إن خسر هذه الليلة، ولن يشكل رحيل مدرب الفريق إلا جزءاً من حل لا يكفي لرأب الصدع. في المقابل، يتحمل لاعبو الهلال الكثير من الانتقادات الجماهيرية، فالضعف الهجومي الواضح في الفريق، الذي أسهم في غياب الأهداف في أكثر من مباراة هامة، إضافة إلى الأخطاء الفردية التي كلفت الفريق أهدافاً عجز عن تعويضها، وضعت العناصر كافة تحت الضغط والمطالب في كل مباراة، وفي مباراة الليلة أكثر من غيرها. إدارة النادي «الأزرق» التي عرفت الذهب مرة على الأقل في كل موسم لها مع الهلال، غابت عنه أطول فترة في رئاستها، بعد أن كان الهلال خسر لقب كأس ولي العهد الموسم الماضي لمصلحة غريمه التقليدي نادي النصر، لذلك تواجه من الغضب أكثر ما تواجهه الأطراف الأخرى، وسط مطالبات جماهيرية واضحة برحيل الرئيس الحالي للنادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد. أمام كل تلك العوامل يقف الهلال اليوم، ومن خلفه المدرج «الأزرق»، الذي حوّّله الغضب إلى بحر، لا يعرف الرحمة ولا يقبل الأعذار، لذلك تعني خسارة فرصة التتويج الأقرب هذا الموسم أن تلتهم الأمواج ما تبقى من خيوط الود بين أنصار الفريق ومن يمثلونه، ما يوصل لاعب الهلال إلى ملعب المباراة بحل يتيم، وهو التتويج باللقب الذي اعتاد عليه الفريق «الأزرق» أكثر من غيره.