لم تنجح إدارة نادي الهلال بقيادة الأمير عبدالرحمن بن مساعد وحتى الساعة في احتواء الأزمة التي خلفتها خسارة الفريق للنقاط، بعد السقوط في «دربي» العاصمة أمام الغريم النصر، قبل التعادل أمام هجر، وفيما كان البعض يتوقع أن تقتصر المطالبات على رحيل المدرب أصرت جماهير الهلال على مطالبها برحيل الإدارة بكافة أعضائها. حديث رئيس هيئة أعضاء شرف النادي الأمير بندر بن محمد لم ينجح في احتواء الأزمة لاسيما وأن ورود كلمة «دخلاء» في معرض تعليقه على الآراء الجماهيرية الحادة أو المطالبة برحيل الإدارة، اعتبرته الجماهير المطالبة برحيل الرئيس وصفاً عاماً ما زاد من غضبها، قبل أن تتبنى حملات تطالب بمقاطعة مباريات الفريق وهجْر المدرجات لحين تغيير الإدارة بكامل أعضائها. مدرب الفريق السابق سامي الجابر والذي تسببت إقالته نصف الموسم الماضي في غضب واسع لدى محبيه حاول احتواء الأزمة بعد أن طالب الجماهير ومن خلال 17 تغريدة بالهدوء والالتفاف حول الفريق وتجنب الصراعات التي لا تخدم النادي، لكن التغريدة لم تجد قبولاً حتى من أنصاره الذين طالبوه بتجنب التعليق على مصير الإدارة الحالية. وللمرة الأولى بعد رحيل الجابر عاد جلّ «المدرج الأزرق» لتوحيد المطالب، ففيما كانت بعض الجماهير تدعم وجود مدرب الفريق الحالي ريجيكامب، إلا أن الروماني خسر ذلك الدعم بعد تراجع النتائج، قبل أن تخسر الإدارة في نظرهم حقها في الأمر ذاته، لاسيما وأنها تتحمل بشكل أو بآخر سوء الاختيارات الفنية في ما يتعلق بالمدربين أو اللاعبين. في المقابل، انخفض سقف مطالبات الجماهير الراغبة في استمرار الإدارة، إذ اكتفت بالتأكيد على ضرورة استغلال فترة التوقف لاستبدال الجهاز الفني وتعزيز العناصر الأجنبية. ... والأزمة المادية تزيد التعقيد تعيش إدارة الهلال أسوأ مراحل رحلتها التي امتدت لستة مواسم ونصف الموسم، إذ تواجه غضب الجماهير العارم في المدرجات، بينما تحاول داخلياً احتواء أزمة مالية عاصفة قد تقود إلى حرمان الفريق من تسجيل اللاعبين في الفترة الشتوية، إذ تطالب لجنة الاحتراف الفريق الأزرق بسداد متأخرات تقدر ب24 مليون ريال، وسط خلو خزانة النادي من السيولة في الفترة الحالية. أمام ذلك تحاول إدارة الهلال في الفترة الحالية التعاقد مع مهاجم أجبني إضافة إلى آخر محلي بعد إصابة قائد الفريق ياسر القحطاني وحرمان ناصر الشمراني من المشاركة في البطولة الآسيوية لثمان مباريات، ما يزيد من تعقيد الأمور، كما أن إقالة مدرب الفريق التي تمثل الحل الأقرب لاحتواء جزء من غضب الجماهير، لكنها ستكلف الإدارة رواتب 18 شهراً هي الشرط الجزائي المفروض في عقد الروماني ريجيكامب. في الوقت ذاته تغيب أبرز الأسماء الشرفية عن النادي على الأقل في ما يتعلق بالجوانب المادية، باستثناء الأمير الوليد بن طلال الذي كانت إدارة النادي طلبت منه سلفة تقدر ب10 ملايين ريال بغية تجاوز أزمة لجنة الاحتراف.