واصل سوء الحظ مطاردته للفريق الأول لكرة القدم في نادي الهلال عندما حرمه من فرصة التتويج بلقب مسابقة دوري أبطال آسيا، بسقوطه في فخ التعادل السلبي أمام ضيفه ويسترن سيدني الأسترالي مساء أمس الأول، على استاد الملك فهد الدولي في الرياض في إياب نهائي المسابقة القارية. وكان الهلال بحاجة إلى الفوز بفارق هدفين حتى يضمن اللقب الآسيوي بعد خسارته بهدف نظيف في مباراة الذهاب التي أقيمت في أستراليا، لكنه فشل في هز شباك منافسه على الرغم من الفرص العديدة التي لاحت للاعبيه في المباراة، ليعيد للأذهان سيناريو مباراة الذهاب التي خسرها رغم تفوقه التام على منافسه. ومضت 14 عاما على آخر بطولة آسيوية توج بها الهلال، حيث كان آخر عهد له بالبطولات القارية العام 2000، حينما نصب نفسه زعيما للقارة الصفراء وتأهل لكأس العالم للأندية المقررة في إسبانيا 2001، إلا أن الحظ عانده حينها بالغاء البطولة لإفلاس الشركة الراعية. ومنذ ذلك الحين وسوء الحظ يلازم الهلال في البطولة الآسيوية، وبمعنى أدق منذ تغيير نظام دوري أبطال آسيا. سوء الحظ الهلال كان قريبا من التتويج باللقب أكثر من أي وقت مضى، إلا أنه واجه سوء حظ غريب في مباراتي الذهاب والإياب أمام ويسترن سيدني الأسترالي، حيث فرض سيطرته المطلقة على مجريات اللعب، لكنه افتقد لأهم عامل وهو إحراز الأهداف. سوء الحظ لم يكن وحده هو من وقف للهلال بالمرصاد، لكنه اصطدم أيضا بسوء إدارة الحكم الياباني يويتشي نيشيمورا للمباراة، بعدم احتساب 3 ركلات جزاء للفريق الهلالي بحسب آراء الخبراء والنقاد. عناد البطولة وبرغم المحفزات التي أعلنت عنها إدارة الهلال للاعبين من أجل التتويج باللقب، إلا أن كل هذا لم يكن كافيا لتطويع عناد البطولة. لكن الأمر لم يصل إلى حد العقدة لدى الهلال، فالأزرق قدم كل ما لديه في المباراة وأهدر أكثر من فرصة محققة للتسجيل، دون أن تكون هناك خطورة حقيقية للفريق الأسترالي على مرمى عبدالله السديري حارس الهلال. الجمهور الهلالي الذي حرص على الذهاب للملعب قبل بدء المباراة بست ساعات وحقق رقما قياسيا في الحضور، فلأول مرة يحتشد في مدرجات ملعب استاد الملك فهد الدولي بالرياض 65 ألف متفرج كانوا يمنون النفوس بمشاهدة فريقهم بطلا لدوري أبطال آسيا، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن الهلالية، وتوج سيدني الأسترالي باللقب على مرأى ومسمع من جماهير الهلال. أخطاء تحكيمية وأشاد لاعب الهلال نواف العابد بجماهير ناديه التي ساندت فريقها، وقال: «قدمنا ما علينا ولكن لم يحالفنا الحظ وكان هناك عجلة في محاولة إحراز الأهداف، وخاصة ونحن سيطرنا على المباراة، ولم يحصل سيدني سوى على هجمة أو هجمتين، وأشكر الجمهور الحاضر وأعتذر له لخروجه حزينا، ونعده بالأفضل». بينما عبر مدرب الهلال، الروماني لورنسيو ريجيكامب عن خيبة أمله وأسفه الشديد جراء إخفاق فريقه في تحقيق نتيجة تكفل له التتويج بلقب دوري أبطال آسيا. وأرجع ريجيكامب خسارة اللقب إلى: «التأثير الكبير الذي لعبته أخطاء الحكم الياباني نيشيمورا وهفواته القاتلة في المباراة وأبرزها إغفاله احتساب 3 ركلات جزاء، إضافة إلى سوء الطالع الذي لازم كافة لاعبي الفريق أمام المرمى وأسفر عن ضياع كثير من الفرص السانحة والمحققة». وشدد ريجيكامب على: «أن لاعبيه قدموا كل ما هو ممكن في كرة القدم، وكذلك الجماهير الغفيرة التي غصت بها مدرجات استاد الملك فهد الدولي، وهم الذين شكلوا مشهدا شاهده للمرة الأولى في حياته». ودافع مدرب الهلال عن صانع الألعاب البرازيلي تياغو نيفيز ورفض تحميل مسؤولية الخسارة لأي لاعب دون الآخر وأكد: «الجميع يتشارك ويتقاسم مسؤولية الإخفاق والفشل كما الإنجاز والنجاح».