طهران، كويتا، باريس - أ ب، رويترز، أ ف ب – اعتقلت السلطات الإيرانية مراسل وكالة «فرانس برس» فرهاد بولادي في طهران الأربعاء الماضي، خلال تغطيته مسيرات رسمية أحيت الذكرى الثلاثين لاحتلال السفارة الأميركية واحتجاز 52 ديبلوماسياً فيها لفترة 444 يوماً. وكانت السلطات الإيرانية حظرت على وسائل الإعلام الأجنبية تغطية الاحتجاجات في الشوارع، منذ الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي. وقال جاي دشموخ القائم بأعمال رئيس مكتب «فرانس برس» في طهران ان «فرهاد بولادي كان يغطي التظاهرة حين أوقفه ثلاثة من عناصر الأمن واقتادوه»، موضحاً ان «اثنين من عناصر الأمن كانا يرتديان زياً رسمياً، فيما كان الثالث يرتدي ملابس مدنية». وأضاف: «لا نعرف عنه شيئاً منذ صباح» الأربعاء الماضي. وأشار دشموخ الى أن وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي التي تولت مسؤولية تنسيق تغطية الإعلام الأجنبي للتظاهرة، طمأنت «فرانس برس» الى انها تتابع قضية بولادي ومنحتها أولوية. ونقلت «فرانس برس» عن شهود قولهم ان بولادي كان على المقعد الخلفي لدراجة نارية عندما اوقفه عناصر الأمن. وقال سائق الدراجة ان عناصر الأمن صادروا الهاتف الخليوي للمراسل. وكانت الشرطة الإيرانية ومتطوعو «الحرس الثوري» (الباسيج) اشتبكوا مع أنصار الإصلاحيين الذين تظاهروا في شوارع طهران، على هامش احياء ذكرى احتلال السفارة الأميركية. وأفاد موقع اصلاحي على الإنترنت بأن السلطات اعتقلت 23 شخصاً خلال الاحتجاجات. في غضون ذلك، اعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن «قلقه» حيال التظاهرات التي جرت في طهران، معتبراً ان «ذلك لا يبشر بالخير. آمل بأن اكون مخطئاً، لكن الحكومة التي تقمع شعبها في الداخل وترفض الحوار في الخارج، لا تبشر بالخير». وقال: «لا نعرف حقيقة الوضع في طهران، نعرف ان عدد المتظاهرين كان كبيراً. لا نعرف اذا كان هناك جرحى او قتلى، لكنها حركة مهمة جداً جداً». على صعيد اخر، اعلنت السلطات الباكستانية اعتقال ثلاثة إيرانيين يُشتبه في تخطيطهم للتفجير الانتحاري الذي نفذته جماعة «جند الله» في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرقي إيران الشهر الماضي وأسفر عن مقتل اكثر من 40 شخصاً بينهم 15 من «الحرس الثوري» الذي تعهد قائده الجنرال محمد علي جعفري «استخدام القوة في التصدي للزمر الارهابية» في المحافظة. وتأتي الاعتقالات بعد أسبوعين من زيارة وزير الداخلية الايراني مصطفى محمد نجار إلى اسلام آباد، حيث طالب السلطات الباكستانية بتسليم عبدالملك ريغي زعيم «جند الله». لكن اسلام آباد نفت وجوده على أراضيها، متعهدة في الوقت ذاته مساعدة طهران في ملاحقة مسلحي الجماعة.