في الوقت الذي يعتقد فيه كثيرون أن مهنة "الخطّابة" بدأت تختفي في السعودية، خصوصاً بعد تسجيل عدد من حالات النصب والاحتيال التي راح ضحيتها شبان سعوديون لجأوا إلى خدمات "الخطّابة"، عادت هذه المهنة الى الرواج مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، على عكس ما كان متوقعا. وتذمر عدد من الخطّابات ممن يسميهن "دخيلات" على مهنة عريقة في المجتمع الخليجي بشكل عام، والسعودي بشكل خاص. واعترف بعض الخطابات بأنهن بتن يخشين تراجع صدقيتهن، بسبب تحويل البعض مهنة "الخطّابة" من مهنة إنسانية تهدف إلى جمع رأسين في الحلال، إلى تجارة لا تخلو من الكذب والاحتيال إذا دعا الأمر، لتحقيق ربح مادي. إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي أنعشت مهنة "الخطابة"، إذ يعج "تويتر" بأعداد كبيرة من حسابات "الخطابات". وتغرّد "الخطّابات" في هذه الحسابات بمواصفات الفتاة والرجل، ويكون التواصل من طريق الرسائل الخاصّة، للجمع بينهما في زواج غير مُعلن مثل "المسيار". وعند البحث في "تويتر" باسم خطابات تظهر آلاف المعرّفات والأسماء التي تردف أنواعاً من الأوصاف مثل "المسيار، المسفار، المبعاث (في إشارة إلى الإبتعاث). إضافة إلى تعليقات مغردين عن هذه المهنة. ويسرد البعض تجاربهم في هذه الحسابات، إذ يقول "عادل البخيت": "تواصلت مع إحدى هذه المعرفات، وسرعان ما تجاوبت معي صاحبة الحساب، وزودتني رقمها، لكني اكتشفت لاحقاً انني اتعامل مع ميليشيات همها سرقة ما في الجيوب"، لتأتي تعليقات تسخر من موقف البخيت وتسرعه في تصديق هذه الحسابات فيقول "حمد سالم": "مشكلة السعودي يصدق الحرمة حتى وإن كان يعلم أنها كاذبة، تستاهل ما جاك"، غير أن "وليد عبدالله" يختلف عن السابقين إذ يقول: "تعاملت أكثر من مرة مع خطابات في تويتر تحديداً، وكن صادقات، ولديهن خيارات لن تحلم بها". فيما امتعضت المغردة "نوال علي" من إقبال الرجال على حسابات الخطابات في "تويتر"، وكتبت: "أتعجب من تسابق الرجال على معرفات الخطابات، في الوقت الذي تمتلئ بيوتات الجيران والأقارب بالعانسات، ما الحاجة إلى الخطابات؟!". بينما حذر المغرد "نبيل الألمعي" البنات من الانجرار إلى مثل هذا النوع من الزيجات، وقال: "يا بنات يا عفيفات... الزواج الصحيح طريقه واحد، ليس تويتر، من يأتي من هذا الباب دليل واضح أنه غير جاد". وشارك المغرد "حسين هادي" قائلاً: "بغض النظر عن كون زواج المسيار حلالا أو حراما، كل ما أعرفه إنني لا أرضاه لأختي، اتقوا الله في أماناتكم".