في الوقت الذي يعتقد فيه الكثيرون، أن مهنة «الخطّابة» بدأت تفقد بريقها في السعودية، خصوصاً بعد تسجيل عدد من حالات النصب والاحتيال، راح ضحيتها شبان سعوديون لجأوا إلى خدمات «الخطّابة». وتذمر عدد من الخطّابات مما أطلقن عليهن «دخيلات» على مهنة عريقة في المجتمع الخليجي بشكل عام، والسعودي بشكل خاص. واعتراف بعض الخطابات بأنهن بتن يخشين تراجع مصداقيتهن، بسبب تحويل البعض لمهنة «الخطّابة» من مهنة إنسانية تهدف إلى جمع رأسين في الحلال، إلى تجارة لا يمنع فيها الكذب والاحتيال إن دعا الأمر لضمان تحقيق الربح من ورائها. إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي تكشف انتعاشاً جديداً لمهنة «الخطابة»، إذ يعج كل من موقعي «فيسبوك» و«تويتر» للتواصل الاجتماعي بعشرات الحسابات لخطّابات، إضافة إلى عدد من المواقع والمنتديات الخاصة بخدمات الخطّابات. وفيما تؤكد غالبية الخطابات في خانة التعريف بأهدافهن، على عدم قبولهن لطلبات زواج المسيار، إلا أن خطابات المسيار يحظين بالنسبة الأكبر من حيث عدد المتابعين والمعجبين في الموقعين الشهيرين. فبينما يتجاوز عدد متابعي حساب الخطابة أم نورة 1400 متابع ومتابعة، تحظى «خطابة مسيار الرياض» بنحو 1065 متابع على موقع تويتر، لم تنجح الخطابة أم فهد التي تؤكد في حسابها عدم قبولها طلبات زواج المسيار واقتصار خدماتها على الراغبين في زواج معلن، في جذب سوى 13 متابعاً فقط. وفي الوقت الذي استقطبت فيه الخطابة أم العنود التي لم تقصِ الراغبين في زواج المسيار أكثر من 3600 صديق لصفحتها على الفيسبوك، لم تتمكن الخطابة التي عرفت نفسها على أنها خطابة زواج شرعي فقط من جذب أكثر من 344 صديق وصديقة على صفحتها. وعلى رغم تشابه الكثير من صفحات الخطابات وصعوبة انفراد حساب أي منهن بخصوصية تميزه عن أي حساب آخر، إلا أن صيغة التسويق لخدماتهن تعتبر العامل الأهم والمؤثر في حدة المنافسة في ما بينهن، إضافة إلى سعي بعضهن إلى توسيع نشاطهن وعدم حصره على الراغبين في الزواج من الجنسين في المملكة فقط، إذ من بين حسابات العديد من الخطابات اللاتي يمكن وصفهن بخطابات المناطق لتركيزهن على مناطق بعينها وخطابات يؤكدن أن خدماتهن تشمل كامل ربوع المملكة، تؤكد في الوقت ذاته أخريات أن خدماتهن تشمل دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة. وبينما استثمر بعضهن التطور التقني لتسويق خدماته، من خلال وضع رابط لمواقعهن الإلكترونية الخاصة بتسهيل جمع رأسين في الحلال، إضافة إلى حساب في تويتر وآخر في «فيسبوك» و«غوغل بلص» مع «ماسنجر البلاك بيري»، وحرصت أخريات على وضع أرقام هواتفهن أيضاً، إلا أنه في المقابل تتمسك أخريات بتحديد وسيلة تواصل وحيدة، كما هو الحال بالنسبة إلى الخطابة أم أحمد لزواج المسيار والزواج المعلن، إذ تؤكد أن «تويتر» هو وسيلة التواصل الوحيدة المعتمدة لديها كما هو حال خدماتها التي أكدت أنها تشمل السعودية فقط. في وقت فضلت أخريات الإشارة على أن خدماتهن مخصصة للطبقة الراقية من المجتمع، حرصت أخريات على التأكيد أن خدماتهن تشمل فقط من وصفوهن بفئة «الفي آي بي»، في ما فضلت بعضهن إتاحة الفرصة للجميع في ما يتعلق بتقديم طلباتهم، على أن تختار من ترى استحقاقه سعيها لمساعدته في الحصول على زوجة، وذلك من خلال اشتراطهن إرسال سيرة ذاتية، تشمل أدق التفاصيل بما في ذلك الجنسية الأصلية، في حال كان صاحب الطلب حصل على جنسية أخرى غير جنسيته الأصلية. وفيما تؤكد بعض خطابات مواقع التواصل الاجتماعي، أن هدفهن الوحيد من مزاولتهن مهنة الخطابة، هو الأجر والثواب، ولا يطلبن غير الدعاء لهن بالصحة والعافية والتوفيق في حياتهن، تؤكد أخريات أن خدماتهن ليست مجانية، ويشترطن بالإضافة إلى مبالغ مالية، مبلغ 500 ريال مقابل الرؤية الشرعية، التي تتم في منزل الخطّابة، على أن يتم سداد أتعاب الخطّابة بعد إتمام الزواج. ورغم صعوبة جذب متابعين أو معجبين للعديد من الخطّابات في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن تعدد الحسابات والمواقع الإلكترونية الخاصة باستقبال طلبات الزواج عن طريق الخطابات في السعودية، تشير إلى أن انتشار استخدام الإنترنت في السعودية، مكن العديد من الخطابات من تحقيق رواج حقيقي من حيث عدد الطلبات من الجنسين، مع تأكيد الكثير منهن أيضاً أن عدد الطلبات التي يتوصلن بها من النساء تفوق بكثير عدد الطلبات الرجالية، ونجح موقع «خطابة.كوم» في استقطاب قرابة التسعة آلاف عضو وعضوة، شارك نحو 90 في المئة منهم بكتابة طلبات زواج أو التعليق على طلبات أخرى. وفي المقابل يبلغ عدد المشتركين في موقع «مسيار أون لاين» المختص في زواج المسيار أكثر من 700 ألف مشترك ومشتركة من مختلف الدول العربية رغم فرضه رسوم مالية للاشتراك والاستفادة من معظم خدمات الموقع، بما في ذلك تزويد المشتركين الذين وصفهم الموقع ب«الفي آي بي» والذين يدفعون رسوم اشتراك أعلى من غيرهم، بدليل لخطابات من مختلف المناطق. يتأثرن بالأوضاع السياسية ... و يمارسن التجارة ... صفحات فارغة لمأذوني «مسيار» تجذب «الراغبين»