بعدما لملمت منطقة جبل محسن خصوصاً، وطرابلس والشمال عموماً، جراح جريمتي التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة 9 أشخاص وجرح أكثر من 37 شخصاً، لا يزال أهالي الجبل يعيشون حال الصدمة والقلق من حصول تفجيرات إرهابية جديدة يمكن أن تطاولهم في مقابل ارتياحهم الى مواساة جيرانهم في باب التبانة والمحيط وتخفيف آثار الفاجعة التي ألمت بهم. وفي اليوم الثالث على وقوع التفجير، بدت الإجراءات الاحترازية والوقائية للجيش في مناطق المحاور بين جبل محسن والتبانة والمداخل المؤدية إلى منطقة الجبل طاغية على المشهد العام في المدينة، متخذاً تدابير مكثَّفة، إذ دقّق بهويات الداخلين إلى جبل محسن وسأل عن أسباب دخولهم. أما في مكان حصول العمليَّة الإرهابية المزدوجة فبقي كل شيء على حاله، طاولات المقهى والأواني والأراجيل والزجاج، وأقفلت بوابتا المقهيين المتضررين بانتظار إنهاء التحقيقات الأولية ومعاينة الأدلّة. يروي يوسف عبّود الملقّب ب «أبو عزيز» الذي يعمل سائق أجرة، كيف كان جالساً مع أشقائه الثلاثة يحتسون القهوة في منزلهما في جبل محسن حين حصل التفجير: «عندما سمعنا دوي الانفجار الأول توقَّعنا في البداية أنها قذيفة إنيرغا تستهدف الجيش، تلقينا اتصالات تطمينية على الفور، ما دفع أخي موسى إلى الإسراع في إنقاذ رفيقه الذي كان متواجداً في مقهى المجذوب، وبعد نقله إلى مستوصف النور في الجبل لإسعافه، وفيما كان عائداً إلى المنزل، دوى الانفجار الثاني وبُترت يده اليُسرى». وتحدّث عن «أن الانتحاريين طه سمير الخيال وبلال محمد المرعيان من منطقة المنكوبين المحاذية لجبل محسن، كانا يخططان لاستهداف مقهى «أبو عمران» المكتظ بالرواد. إلا أن الانتحاري الأول أخطأ في المقهى المستهدف وفجر نفسه في مقهى «المجذوب» المحاذي للمقهى المطلوب استهدافه. وأدى الخطأ في الانفجار الأول إلى ارتباك الانتحاري الثاني الذي سارع بعد 7 دقائق إلى الدخول بينهم، لكنه وقبل تفجير نفسه اشتبه به شخص هو عيسى خضور فرماه أرضاً وألقى بجسده عليه، ما أدى إلى التخفيف من عصف الانفجار». وتقول روايات من بعض الأهالي، إن الانتحاري الثاني المرعيان شوهد يدخِّن النرجيلة قبل نصف ساعة من وقوع الانفجار الأول وبعدها خرج وتحدث عبر الهاتف وعند عودته ركض باتجاه المقهى واطلق صيحات التكبير». وتحدّث يحيى خضارو عن أن «والدة الانتحاري الثاني كانت ترتاد منطقة جبل محسن بعد المصالحة بين أهالي باب التبانة وجبل محسن لشراء بضائع من إحدى المكتَبات». وفيما أبدى أهالي منطقة المنكوبين، خصوصاً عائلتي الانتحاريين بعدما تبرأتا منهما، رغبتهم في تقديم التعازي إلى أهالي جبل محسن، رحّب المسؤول الإعلامي ل «الحزب العربي الديموقراطي» عبدالطيف صالح في اتّصال مع «الحياة» بالأمر، وذلك ب «مبادرة من الأمين العام للحزب رفعت عيد، ونستقبلهم برحابة صدر. عزاؤنا واحد وشهداؤنا شهداؤهم». وقال صالح:» كنا نتعاطى مع أهالي المنكوبين، الذين يرتادون جبل محسن بعد المصالحة بين جبل محسن وباب التبانة، بشكل عادي، وحتى كان لهم أصدقاء مع شباب الجبل». بلامبلي ينوه بموقف طرابلس الى ذلك، أكد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديرك بلامبلي «التزام المجتمع الدولي مساعدة لبنان في مواجهته الإرهاب وتوفير الاستقرار». وقال بعد لقائه وزير الخارجية جبران باسيل: «كانت زيارة وداعية وفرصة للبحث في الأوضاع الراهنة. كما قدمت تعازيَّ الحارة لشعب لبنان وحكومته ونقلت تعازي الأمين العام لسقوط الضحايا في الاعتداء الإرهابي في منطقة جبل محسن. ودان مجلس الأمن بالأمس هذا الاعتداء بأشد التعابير. ونرحب بتكاتف القادة والمواطنين في طرابلس في وجه هذا الاعتداء الوحشي وتعاطفهم مع الضحايا ودعمهم السلطات الأمنية ولاستمرار تطبيق الخطة الأمنية التي أمنت الهدوء والاستقرار في المدينة خلال الأشهر الماضية». وأوضح بلامبلي أنه سيغادر لبنان السبت المقبل.