خيّم التشاؤم على مئات التربويات اللاتي حضرن أمس لقاء للتعريف بمرض أنفلونزا الخنازير في المدرسة الابتدائية 250 في حي المربع في الرياض، فالأجواء لم تكن صحية برأيهن كي يستفدن من هذا اللقاء. المدرسة التي خصصت باحتها المظللة لهذا الغرض ازدحمت بأكثر من 500 مديرة ومعلمة ومشرفة تربوية تسابق بعضهن للجلوس إلى جانب مكيفات صحراوية فيما لجأت الباقيات إلى استخدام النشرات التوعوية التي وزعتها المسؤولات عن اللقاء في جلب «نسمة هواء». إحدى المشرفات التربويات التي حضرت اللقاء ساءها ما كانت ترى فتساءلت أمام الملأ: «ألا يمكن أن نجتمع في مكان أفضل من هذا نستطيع من خلاله تحقيق الفائدة المرجوة؟»، لتجيبها مسؤولة عن التنظيم أن الإمكانات لا تسمح بأكثر من هذا، فاقترحت المشرفة أن تجمع المعلمات مبلغاً لاستئجار مكان مناسب للدورة، خصوصاً أن لدى المعلمات تساؤلات كثيرة، وهنا صفقت الحاضرات. المشرفة لم تنزعج فقط من الحر أو الزحام الذي يمكن أن يتسبب في نقل مرض أنفلونزا الخنازير إلى الحاضرات، بل من طريقة عرض المعلومات التوعوية بالمرض: «عرضت المسؤولات عبر شاشة بروجيكتر لا تتجاوز مساحتها مترين طرق اكتشاف المرض لدى الطالبات لكن للأسف لم تستطع غالبية الموجودات مشاهدته لأنهن لم يستطعن رؤية العرض بسبب العدد الكبير من الحاضرات. واشتكت معلمة أخرى من سوء التنظيم الذي جعل بعض التربويات يغادرن المكان من دون الحصول على معلومات مفيدة عن المرض. في هذه الأثناء كانت منسوبات التربية والتعليم في مكتب التربية في شمال الرياض اللاتي بلغ عددهن نحو 450 موظفة يتلقين الدورة التدريبية ذاتها لكن في أجواء صحية، إذ خصصت لهن قاعة جامعة دار العلوم في الرياض التي تتميز باتساعها.وذكرت مديرة مكتب توجيه الشمال هدى العياف ل«الحياة» أن لمديرات المدارس حرية التصرف من أجل منع الازدحام وتكدس الطالبات، خصوصاً تجمعهن عند مقصف المدرسة. وأشارت إلى أن لجنة مكونة من 6 مشرفات شكلت للتأكد من توعية المدارس بالمرض. توصية بتوعية الآباء أوصت الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة الرياض بعقد لجان لمجلس الآباء في المدارس لتوعيتهم بخطر مرض «أنفلونزا الخنازير» والتعامل معه. وأوضح المدير العام للصحة المدرسية في الإدارة الدكتور وحيد الخميس خلال إفتتاح برامج تدريب نحو 30 ألف معلم على أساليب الوقاية من المرض أمس، أن إدارته أطلقت دوراتها التدريبية أول من أمس في 18 مركزاً تعليمياً تابعة لمكاتب التربية والتعليم في المنطقة في المجال الطبي، إذ رشحت اثنين من كل مدرسة على أن يكون أحدهما من الإدارة المدرسية والثاني معلم مادة العلوم أو من يقوم مقامه، وتم تزويدهم بمعلومات عن المرض وإكسابهم المهارة اللازمة للتعامل مع من يشتبه بإصابته بالأنفلونزا في المدرسة من خلال فرق طبية أعدتها الصحة المدرسية بهذا الخصوص. وأضاف أن الإدارة شددت على ضرورة توعية الطلاب بأهمية النظافة وتطبيق العادات الصحية لحمايتهم من أي أخطار صحية، وترسيخ قواعد التواصل مع الإدارة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة أمس عن وفاة 3 مواطنين (رجلين وامرأة) أصيبوا بفيروس «إنفلونزا الخنازير». وبذلك يرتفع عدد المتوفين بسبب المرض في السعودية 29 شخصاً فيما بلغ عدد المصابين 4119 شخصاً.