هوّن وزير الخارجية الاميركي جون كيري من شأن الانتقادات التي وجهها اعضاء في الحكومة الاسرائيلية اليه، معتبراً انها «لن تخيفه»، ومؤكداً انه سيواصل جهوده من اجل احلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وكان اعضاء في حكومة بنيامين نتانياهو حملوا بعنف على كيري بعدما حذر في مؤتمر ميونيخ للامن السبت من مقاطعة دولية لاسرائيل، ورأوا ان تصريحاته «هجومية»، واتهموه بالسعي الى «تضخيم» التهديد بالمقاطعة. في هذا الصدد، اتهمه وزير الاسكان يوري آرييل بأنه ليس «وسيطاً نزيهاً»، في حين شبهه وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتز المقرب من نتانياهو، بمن يصوب بندقية إلى رأس إسرائيل في محادثات السلام مع الفلسطينيين، كما وصفه وزير الدفاع موشيه يعالون حين قال إن كيري يسلك نهج «المخلص المنتظر» في سعيه الى التوصل الى اتفاق سلام. وسخر مقطع فيديو قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية انه من عمل جماعة مؤيدة للمستوطنين، من كيري ويظهر فيه كممثل يصف القدس بأنها «مقدسة لدى كل الأديان: اليهود والمسيحيون والمسلمون والبوذيون والكلينجون والهوبيت». ورد كيري مساء اول من امس على هذه الاتهامات، مشيراً الى انه لا يعلق الا نادراً على ما يقوله الآخرون. وقال لشبكة «سي ان ان» الاميركية بلهجة حازمة: «لقد هوجمت في السابق من اناس يستخدمون رصاصاً حقيقياً وليس كلمات، وهذا لن يخيفني». وأكد: «لن اتخلى عن القيام بما تعهد به الرئيس (باراك) اوباما في السعي الى صنع السلام في الشرق الاوسط». وأضاف: «للأسف، بعض الاشخاص في اسرائيل وفلسطين والعالم العربي والعالم لا يحتمل عملية السلام ... ولا يحتمل (فكرة) الدولتين تحديداً»، مؤكداً ان غالبية الناس تريد السلام. وكان كيري نجح في احياء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في تموز (يوليو) لمدة تسعة اشهر، وهو يحاول اقناع الجانبين بنص اتفاق اطار للاشهر المقبلة للمحادثات لم يكشف مضمونه. لكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جينيفر بساكي قالت ان كيري «لن يمضي الكثير من الوقع في الاهتمام بما يقوله الناس ضده». وأضافت ان «همه الأكبر هو تأثير التصريحات او تأثيرها المحتمل على العملية. التصريحات ليست هجوماً ضده بل في الواقع ضد عملية السلام بحد ذاتها». وكانت مستشارة البيت الابيض للامن القومي سوزان رايس صرحت الاثنين بأن الهجمات في اسرائيل ضد كيري «غير مقبولة». في هذه الاثناء، وجه رئيس حزب «البيت اليهودي»، وزير الاقتصاد في الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت امس انتقاداً للإدارة الأميركية السابقة اتهمها باتخاذ ما وصفه بالقرارات الخاطئة تجاه الفلسطينيين، الأمر الذي تسبب بسيطرة حركة «حماس» على قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى زيادة في سقوط المزيد من الصواريخ في المدن الإسرائيلية المحاذية للقطاع. وقال: «إصرار الإدارة الأميركية السابقة على إجراء انتخابات برلمانية في المناطق الفلسطينية أفضى إلى سيطرة حماس على قطاع غزة، والبدء بإرهاب الصواريخ تجاه الإسرائيليين».