قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إن الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح وأنه يريد رؤية جنود أمريكيين وأوروبيين يقومون بحماية الدولة الفلسطينية ، ويستبدلون الجيش الإسرائيلي على اكثر من 459حاجزاً عسكرياً تقطع أوصال الضفة الغربية، وإنه لا يعارض بقاء الجيش الإسرائيلي لتأمين الحدود لخمس سنوات أخرى وذلك حتى يتم الوصول إلى اتفاق، فيما هاجم وزيران اسرائيليان امس مرة اخرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري واتهماه باستغلال تهديدات مقاطعة اسرائيل في العالم للحصول على تنازلات اسرائيلية في المفاوضات مع الفلسطينيين. وكشف عباس، في مقابلة مع "نيويورك تايمز" الأمريكية عن جزء كبير من رؤياه بما يخص الترتيبات الأمنية الدائمة مع إسرائيل ويعبّر عن مواقف ستلقى ترحابًا لدى جهات إسرائيلية , مشيرا الى أنه سيدعم وجود قوات من الناتو بقيادة أمريكية لتكون مسؤولة عن أمن الدولة الفلسطينية المستقبلية وستكون الدولة منزوعة السلاح لفترة غير محددة. ويقول عباس: إنه يطمح برؤية جنود أمريكيين وأوروبيين يقومون بحماية الدولة الفلسطينية حيث يمنعون إدخال معدّات قتالية إليها ويحاربون الإرهاب داخلها. ستقوم القوات الدولية وفقاً لهذه الرؤية بحماية الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. لا عودة للمقاومة ويقول عباس: "يمكنهم البقاء لفترة طويلة وفي أي مكان يريدونه، ليس فقط على الحدود الشرقية بل وعلى الحدود الغربية أيضاً، في كل مكان. يمكنهم البقاء لتهدئة الإسرائيليين ولحمايتنا أيضاً". وقال عباس: إنه لا يعارض بقاء الجيش الإسرائيلي لتأمين الحدود لخمس سنوات أخرى، وذلك حتى يتم الوصول إلى اتفاق. هنالك شك بأن تقبل القيادة الإسرائيلية الحالية - التي تدعي كثيرًا أن قوة إسرائيل العسكرية هي الضمان الوحيد لأمانها - أن تضع مهمة الحفاظ على الأمن بين أيد غريبة. وأجاب عباس حازماً عندما سُئل عن إمكانية تجدد الانتفاضة: "لن أعود إلى المقاومة المسلحة طالما أنا حي". وعبّر عباس بالإضافة إلى ذلك عن تحفظه حول المحاولات الفلسطينية لاتخاذ خطوات من خلال مؤسسات الأممالمتحدة، وقال: إنه قام بوضع حد للضغوط تجاهه من قبل حركة فتح لقطع المفاوضات والتركيز على الخطوات أحادية الطرف. "لست معنيًّا بالتوجه إلى المحكمة الدولية. لا أحب المحاكم. أريد أن أجد حلا للمشاكل عن طريق الحوار المباشر بين الطرفين". ويقول عباس: إن مفتاح نجاح المفاوضات الحالية موجود في أيدي رئيس حكومة إسرائيل. قال عباس: "إن كان نتنياهو يؤمن بالسلام فسيتم صنعه بسهولة". واضاف الرئيس الفلسطيني: ان القوات الاسرائيلية سيمكنها البقاء في الضفة الغربية لمدة اقصاها خمس سنوات، وليس ثلاث سنوات كما اقترح في الماضي على ان تتم ازالة المستوطنات خلال فترة مماثلة. ومن ناحية اخرى رفض الرئيس مجددا مطالبة اسرائيل بالاعتراف بها كدولة يهودية مشيرا الى ان مصر والاردن لم يُطلب منهما القيام بذلك لدى توقيعهما معاهدتي السلام مع اسرائيل. ولمح عباس الى انه سيوافق على تمديد الفترة الزمنية المحددة للمفاوضات اذا حصل في نهايتها على شيء واعد على حد تعبيره. كيري ونتنياهو الى ذلك اشار مسؤولون امريكيون كبار ان وزير الخارجية الامريكي تحدث هاتفيا مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الاحد وذلك بعد ساعات من اجرائه محادثات منفصلة مع طواقم المفاوضات الاسرائيلي والفلسطيني في المانيا. وركزت المحادثة كما قال المسؤولون في معظمها على الاتصالات لتعزيز اتفاق الإطار الذي من شأنه تمكين الفلسطينيين والإسرائيليين للعودة إلى طاولة المفاوضات. وقالت هارتس: ان المكالمة جرت على الرغم من تصريحات كيري حول المقاطعة التي ستواجهها اسرائيل في حال فشلت المفاوضات. قال عباس: إنه لا يعارض بقاء الجيش الإسرائيلي لتأمين الحدود لخمس سنوات أخرى، وذلك حتى يتم الوصول إلى اتفاق, وهناك شك بأن تقبل القيادة الإسرائيلية الحالية - التي تدعي كثيرًا أن قوة إسرائيل العسكرية هي الضمان الوحيد لأمانها - أن تضع مهمة الحفاظ على الأمن بين أيد غريبة هجوم على كيري وهاجم وزيران اسرائيليان امس مرة اخرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري واتهماه باستغلال تهديدات مقاطعة اسرائيل في العالم للحصول على تنازلات اسرائيلية في المفاوضات مع الفلسطينيين، فيما عرضت تل ابيب على تركيا20 مليون دولار لتعويض عائلات سفينة مرمرة. وقال وزير الجبهة الداخلية جلعاد اردان والمقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو: "من المؤسف ان الادارة الاميركية لا تفهم الحقيقة في الشرق الاوسط وتمارس ضغوطات على الجانب الخطأ في الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني". وأكد اردان في حديث للاذاعة العامة "اود ان يشرح جون كيري لمحمود عباس ما الذي سيحدث في حال واصل رفضه صنع السلام". ومن جهته، اتهم وزير الاسكان اوري اريئيل من حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف المؤيد للاستيطان جون كيري بأنه ليس "وسيطا نزيها بحديثه عن تهديد المقاطعة"، في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي. وشن اعضاء في الحكومة الاسرائيلية مؤخرا هجمات، بعضها بشكل شخصي ضد جون كيري الذي تحدث السبت في مؤتمر امني في ميونيخ عن مخاطر مقاطعة دولية لاسرائيل في حال عدم التوصل الى اتفاق سلام. وبحسب كيري، فإنه "توجد حملة متزايدة على اسرائيل. والناس متحسسون من ذلك للغاية. هنالك احاديث عن المقاطعة وامور اخرى". وحذر كيري من انه لا يمكن الابقاء على الوضع الراهن قائلا "انه ليس مستداما وهو وهمي". وأثارت هذه التصريحات غضب اليمين الاسرائيلي إذ رأى وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتز وهو مقرب من نتانياهو، الاحد ان تصريحات كيري "مهينة وغير عادلة ولا يمكن احتمالها". وأكد نتانياهو الأحد منتقداً تصريحات كيري في افتتاح الجلسة الاسبوعية لحكومته: "المحاولات لفرض مقاطعات على دولة اسرائيل ليست اخلاقية وليست مبررة واضافة الى ذلك فإنها لن تحقق اهدافها". ولم يتمكن كيري الذي نجح في اعادة اطلاق المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية في تموز/يوليو 2013 بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، خلال زيارته العاشرة للمنطقة منذ اذار/مارس 2013 من اقناع الجانبين بقبول خطته للسلام. وردت الخارجية الاميركية الاحد على الانتقادات الاسرائيلية. واعلنت المتحدثة باسم الخارجية جين بساكي ان كيري واثناء كلمته في ميونيخ "اشار فقط الى المقاطعة على انها احد الافعال التي يمكن ان يتخذها اخرون، ولكنه يعترض عليها". تعويض مرمرة من ناحية ثانية، أفادت تقارير إخبارية أمس بأن المفاوضات التي طال مداها بين تركيا وإسرائيل حول التعويض الخاص بضحايا أحداث سفينة مافي مرمرة عام 2010 على وشك الاكتمال، حيث يقترب الجانبان من التوصل لاتفاق حول مبلغ التعويض. وذكرت صحيفة "حريات" التركية امس أن مصادر دبلوماسية تركية وإسرائيلية أكدت أن البلدين اتفقا تقريبا على بنود لإتمام عملية التطبيع بعد اعتذار تل أبيب العام الماضي عن مقتل تسعة ناشطين أتراك في عملية عسكرية شنها الجيش الإسرائيلي على أسطول بحري كان متجها بمؤن إلى قطاع غزة . وصرح مصدر دبلوماسي تركي ل"حريات" مطلع هذا الأسبوع بأن "هناك تطورات إيجابية فيما يتعلق بمسألة التعويض. الاتفاق معد تقريبا لا ينقصه سوى الانتهاء من تفاصيل بسيطة قبل تقديمه لقيادات البلدين". ومن ناحية أخرى ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية امس أن إسرائيل عرضت تعويضات قدرها عشرون مليون دولار لأسر الضحايا التسعة والمصابين أيضا جراء العملية العسكرية. ونقلت هاآرتس عن دبلوماسيين غربيين مطلعين على المفاوضات لم تسمهم أن تقدما أحرز في المفاوضات، ولكن دون التوصل إلى اتفاق نهائي بعد. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قدم اعتذارا للشعب التركي في 22 مارس 2013 عن مقتل الناشطين . وقال في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان: إن النتائج المأساوية للعملية العسكرية لم تكن مقصودة.