أكدت محافظة بابل إغلاق حدودها الإدارية إلى حين تطهير المناطق التي كانت تحت سيطرة «داعش» من بقايا التنظيم، فيما طالب مجلس محافظة الأنبار الحكومة المركزية إصدار أوامر لمحافظتي بابل وكربلاء بفتح حدودهما أمام النازحين من المحافظة والمتوجهين إلى بغداد. وأعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت كرحوت في تصريحات أمس، أن «القوات الأمنية في محافظتي كربلاء وبابل منعتا جميع الأسر النازحة والمهجّرة من مناطق الأنبار العبور من خلالهما إلى العاصمة بغداد بعد تهجيرها من قبل تنظيم داعش». وقال كرحوت إن «تلك الأسر تسعى للوصول إلى أماكن تستقر فيها مع توفير جميع احتياجاتها». وتشهد مناطق مختلفة من محافظة الأنبار اشتباكات مع تنظيم «داعش» الذي يحاول السيطرة على مركز المحافظة (الرمادي) منذ أسابيع. وقال محافظ بابل، صادق مدلول، ل «الحياة» إن «محافظة بابل مغلقة حالياً بالكامل لإنهاء بقايا تنظيمات داعش التي سيطرت على مناطق شمال المحافظة لأكثر من ثلاثة أشهر، كما أن المحافظة ستحيل مشروع إنشاء حاجز أمني كبير بين عامرية الفلوجة وجرف النصر لمنع مجرمي «داعش» من التسلل والانتقال إلى ناحية جرف النصر التابعة لمحافظة بابل». وأضاف أن «هناك تعليمات مركزية تقضي بعدم دخول المحافظة من جانب أي عناصر خارجية، كما أن عودة سكانها الأصليين الذي نزحوا منها ما زالت مشروطة بعدة شروط تتعلق بسلامتهم الأمنية». وتابع أن «القوائم التي تم العثور عليها في المخابئ التي كانت تستخدمها مجاميع داعش بجرف الصخر تكشف عن تورط أعداد من الأشخاص في مجال دعم تنظيم الدولة الإسلامية». ومن جانبها أعلنت قيادة شرطة محافظة بابل انطلاق خطتها الأمنية الخاصة بحماية زوار أربعينية الإمام الحسين منتصف الشهر المقبل التي تتضمن حماية الطريق الذي يسلكه الزائرون باتجاه مدينة كربلاء، مؤكدة عدم استقدام أي قوات إضافية من بغداد وبقية المحافظات في إجراء يعتبر الأول من نوعه منذ سنوات. وقال المتحدث باسم قيادة الشرطة العقيد مثنى المعموري ل «الحياة»، إن «بابل تمر بمرحلة أمنية حرجة تمنع معها دخول أي عناصر أو المرور عبرها حتى الاطمئنان إلى أن المحافظة تمت السيطرة عليها بالكامل وأن حدودها غير سهلة الاجتياز من جانب عناصر التنظيم». وأضاف أن «بابل، خصوصاً شمالها، تعتبر منطقة ارتكاز هامة للجماعات الإرهابية التي نقاتلها، لذلك فإن تنظيم داعش خسر الكثير من المناطق بعد خسارته لمنطقة جرف النصر الشهر الماضي». ولفت إلى أن «القوات التابعة لقيادة شرطة بابل بتنفيذ الخطة الأمنية والمتضمنة إحكام السيطرة على الطريق الذي يسلكه الزائرون سيراً على الأقدام باتجاه مدينة كربلاء حيث إن خطة العام الحالي لزيارة الأربعينية تختلف عن خطط السنوات الماضية بعد الانتهاء من تطهير ناحية جرف النصر، ولن يكون هناك أي استقدام لقوات مساندة من بغداد أو بقية المحافظات إلى بابل». وكانت منطقة جرف الصخر حُررت من سيطرة تنظيم «داعش» نهاية الشهر الماضي خلال عملية أمنية شاركت فيها القوات العراقية والمتطوعون، وأصدرت الحكومة في بابل أمراً بإغلاقها بعد تحريرها لثمانية أشهر لتطهيرها من البقايا المتفجرة، كما أعلنت الحكومة المحلية عن تصويت مجلس المحافظة على قرار تحوّل بموجبه اسم المنطقة إلى «جرف النصر».