صدّ المقاتلون الأكراد هجوما داعشيا على الحي الشمالي لمدينة كوباني عين العرب، للمرة الرابعة على التوالي. ويركز المتطرفون على هذا الحي لمحاصرة مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردي وقطع طريق الإمدادات عنهم ومنعهم من إجلاء جرحاهم نحو تركيا، في وقت تحدثت فيه تقارير إعلامية عن تسلل الشركة الأمريكية سيئة السمعة "بلاك ووتر"، شبه العسكرية، إلى هذه المدينة السورية الحدودية. وأكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي داعش فشلوا لليلة الرابعة على التوالي في السيطرة على الحي الشمالي لكوباني واستمرت المعارك الليلة قبل الماضية على الجبهة الجنوبية الشرقية من المدينة، وبخاصة في سوق الهال وكاني عربان، وفي الجنوب حيث قتل سبعة إرهابيين من داعش. وتأمل القوات الكردية في كوباني بوصول تعزيزات عسكرية من البيشمركة (نظراؤهم في العراق) وثوار المعارضة السورية، إلا أنها تمكّنت رغم إمكاناتها الضئيلة من صد هجوم آخر لمقاتلي داعش الذين يسعون على ما يبدو إلى السيطرة على الحي الشمالي للمدينة بغية إغلاق طريق الإمدادات المفترض وصوله عبر الأراضي التركية. وكان المرصد السوري الذي يتخذ من لندن مقرا له، أعلن أن ما لا يقل عن 800 شخص قُتلوا في كوباني منذ بداية هجوم داعش عليها، من بينهم 581 من عناصر التنظيم الدموي المتطرف وما يفوق ال300 من المقاتلين الأكراد ناهيك عن أكثر من 20 مدنياً على الأقل قُتلوا في القصف الذي شنه داعش على المدينة. وتحدثت وسائل إعلامية أوروبية وتركية عن وجود قوات عسكرية أمريكية نشطة داخل المدينة، فقالت صحيفة يني شفق التركية: إن أفرادًا يتبعون لشركة "بلاك ووتر" الأمريكية للحراسة، التحقوا بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الناشط في عين العرب للقيام بمهام عسكرية لصالح الجيش الأمريكي. وقالت الصحيفة: إن الشركة سيئة السمعة لجأت إلى تغيير اسمها إلى "أكاديمي" لتهرب من "تاريخها الأسود في المنطقة"، وأنها تقوم الآن بنفس الدور الذي قامت به سابقًا في العراق، والمتمثل في جمع المعلومات الاستخباراتية والإعداد لما قبل دخول القوات البرية، وكذلك بتجميع قاعدة بيانات للأماكن والأهداف التي تقوم طائرات التحالف باستهدافها بالصواريخ في وقت لاحق. عراقيا, سيطر الجيش العراقي بالكامل على منطقة الفاضلية الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتي بابل والأنبار, وأفادت مصادر بالجيش والشرطة العراقية بمقتل 27 مقاتلا شيعيا على مشارف بلدة جرف الصخر جنوبي بغداد, وذكرت مصادر من الشرطة العراقية أمس أن 16 عنصرا من داعش قُتلوا في هجومين منفصلين في محافظة صلاح الدين (170 كلم شمال بغداد). ونقلت عنها وكالة الأنباء الألمانية أن القوات الأمنية بدعم من مقاتلي قبيلة الجبور تمكّنوا الليلة قبل الماضية من صد هجوم لعناصر داعش وأوقعوا في صفوفهم أربعة قتلى. وقصف طيران الجيش العراقي مواقع لداعش في قرى البوجواري وخزرج شمالي الضلوعية أسفر عن مقتل 12 عنصرا من داعش وتدمير ثلاث مركبات إحداها تحمل رشاشة ثقيلة. وتأتي هذه السيطرة بعد يومين من دخول القوات العراقية ناحية جرف الصخر شمال بابل بعد معارك وُصفت بالعنيفة جداً خاضتها القوات العراقية مع داعش. وتُعد منطقة جرف الصخر عاصمة ما يعرف بولاية الجنوب كما يسميها تنظيم داعش. فيما تُعتبر منطقة الفاضلية آخر نقطة بين بابل والأنبار وطريق إمدادات داعش من أسلحة أو مقاتلين كانت تمر من الأنبار إلى الفاضلية إلى جرف الصخر ومنها إلى مناطق أخرى قريبة جداً مثل كربلاء وبغداد وبابل ومنها إلى باقي المحافظات الجنوبية. وأكّد محافظ صلاح الدين أن القوات المسلحة عازمة على تحرير كافة مناطق صلاح الدين، مستبشرا بالتقدم الذي حققته قوات الحكومة في منطقة جرف الصخر، التي اقترح لها اسما جديدا هو "جرف النصر". وقال المحافظ رائد ابراهيم الجبوري، في تصريح نُشر في صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، إن "تحرير قضاء بيجي بالكامل من عصابات داعش الإرهابي بات قريباً"، مبيناً أن "العصابات الإرهابية اندحرت في منطقتي الحجاج والبو طعمة التابعتين للقضاء" وأن "القوات الأمنية ماضية في تطهير جميع مدن المحافظة من تلك العصابات". وكان الجبوري قد نشر بيانا سابقا، أعلن فيه عن وصول القوات الأمنية بمساندة من طيران الجيش إلى منطقة الحجاج الواقعة جنوبي قضاء بيجي شمالي تكريت، وأن "عزيمة الشرفاء من أبناء القوات الأمنية وصقور الجو وأبناء العشائر المنتفضة بوجه داعش التكفيرية تمكّنت من دحر التنظيم الإجرامي وألزمته الهزيمة". ودعا الجبوري أهالي صلاح الدين إلى تظافر الجهود والإسهام والمشاركة في تحرير مناطقهم ومساندة القوات الأمنية لتعود المحافظة إلى سابق عهدها في السلم والأمان. في الكويت، أكد الجنرال جون آلن مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون التحالف الدولي ضد داعش، ضرورة تنسيق العمل لمواجهة التطرف في المنطقة وما يتعدى حدودها الإقليمية. وأضاف في كلمته خلال مؤتمر للاتصالات استضافته الكويت أمس أن هناك خمسة جوانب للتعاون ستقضي في النهاية على عهد تنظيم داعش والتي تتضمن دعم الشركاء العسكريين، وقطع الدعم المالي عن التنظيم، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام إلى صفوفه، وتوفير الدعم الإنساني للمنكوبين. وقال آلن: إن وكلاء داعش الذين يعملون عبر شبكة الإنترنت يقدمون أنفسهم على أنهم ممثلون حقيقيون ومنتصرون للإسلام، ويريدون تصوير أنفسهم كفائزين وكقادة حقيقين جديرين بالدعم المادي الذي يغري المقاتلين الأجانب ويوجههم نحو التطرف. وأضاف أن كل دولة شريكة في التحالف لديها دور فريد وحيوي في هدم تلك الصورة بما يتماشى مع ثقافتها ودينها وأعرافها المحلية.