بعد يومين على استعادتهم مدينة بور الاستراتيجية عاصمة ولاية جونقلي، التي تُعد إحدى أبرز معاقل قوات نائب الرئيس السابق رياك مشار، أعلن الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير أن الجيش استعاد أمس السيطرة الكاملة على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل النفطية بعد أسبوع من المواجهات مع المتمردين. وقال أغوير في تصريح بثه تلفزيون جنوب السودان الرسمي أن المتمردين فروا من ملكال بعد معارك شرسة وتكبدوا خسائر فادحة ولم يعد لهم وجود في المنطقة. وأسفرت المعارك الدائرة في الجنوب منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي، عن نزوح 450 ألف شخص وسقوط آلاف القتلى. وقال سفير السودان في جوبا مطرف صديق أن كل الأرقام التي تتحدث عن أعداد اللاجئين من الجنوب إلى السودان غير صحيحة، ومتواضعة جداً مع ما يحدث في الواقع، موضحاً أن ولايات الجنوب تجاور السودان على طول خمس ولايات، وتشكل 80 في المئة من الحدود. وأضاف: «الحدود مفتوحة بين السودان والجنوب والسفارة السودانية في جوبا أصدرت أكثر من عشرة آلاف تأشيرة منذ اندلاع هذه الأزمة، من دون إحصاء الذين أتوا عبر الحدود التي لا يمكن ضبطها». على صعيد آخر، تستضيف جوبا الخميس المقبل، قمة طارئة لزعماء دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) لتسريع التوصل إلى وثيقة لوقف العدائيات بين سلفاكير ميارديت ومشار. وأجرى فريق وساطة «إيغاد» الذي يضم الكيني لازارس سيمبيو والأثيوبي سيوم مسفن والسوداني محمد أحمد الدابي مشاورات مع سلفاكير في جوبا أمس، ركزت على نقطتين تعرقلان التوصل إلى اتفاق هدنة وهما الافراج عن المعتقلين وتدخل القوات الأوغندية في جنوب السودان. وقالت مصادر مطلعة في جوبا ل «الحياة» أن سلفاكير متمسك بعدم اطلاق المعتقلين إلا بعد اكتمال الاجراءات القانونية على رغم اقتراح الوسطاء بالافراج عنهم بكفالة وضمان من «ايغاد». كما تحفظ الرئيس الجنوبي على إدراج نص بشأن إبعاد «الحلفاء الأجانب» في اشارة الى أوغندا. وقال مشار أمس، في تغريدات عبر حسابه الشخصي على «تويتر» أن وجود «المرتزقة» الأوغنديين في جنوب السودان عائق أمام وقف النار. وفي الخرطوم أعلن وزير الخارجية السوداني علي كرتي عقب لقائه الرئيس عمر البشير أن قمة «إيغاد» ستنظر في الأوضاع الأمنية في جنوب السودان وإمكان دفع المفاوضات المتعثرة في أديس أبابا، مشيراً إلى أن القمة ستكون فرصة للنظر في التدخلات الأجنبية في الجنوب، في إشارةٍ الى تدخل القوات الاوغندية التي تقاتل إلى جانب قوات سلفاكير. متمردون يؤكدون قتل 74 جندياً سودانياً الخرطوم – «الحياة» - أعلن متمردو «الحركة الشعبية –الشمال» أن قواتهم قتلت 74 عنصراً من الجيش السوداني في منطقة ملكن في ولاية النيل الأزرق المتاخمة للحدود الأثيوبية (شرق)، كما استولوا على معدات عسكرية ضخمة ضمنها 5 دبابات، غير أن الخرطوم نفت ذلك بشدة. واتهم المتمردون سلاح الجو السوداني بتنفيذ حملات قصف عشوائي على النازحين في المناطق المحيطة بمنطقة ملكن بهدف تدمير المعدات والأسلحة التي خسرها في المعركة. وذكر المتمردون في بيان لائحة بأسماء 22 من قتلى القوات الحكومية بينهم 4 ضباط و7 جنود و12 عنصراً ينتمون لمتطوعي قوات الدفاع الشعبي التي تقاتل إلى جانب الجيش. في المقابل، اعتبر الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد حديث المتمردين «مجرد استهلاك إعلامي»، موضحاً أن الحقائق تؤكد سيطرة القوات المسلحة السودانية على كل الجبهات وخصوصاً المواقع الإستراتيجية في النيل الأزرق. على صعيد آخر، صادق البرلمان السوداني على قانون لمكافحة الإتجار بالبشر يتضمن عقوبات مشددة تصل إلى الإعدام. وقالت معتمدية اللاجئين إن السودان يستضيف نحو نصف مليون لاجئ من دول القرن الأفريقي، وأغلبهم من إثيوبيا وإريتريا والصومال، انتشروا في جميع المدن السودانية، فضلاً عن وجود لاجئين من دول أفريقية أخرى في إقليم دارفور. واتهم البرلمان السوداني الشهر الماضي الغرب وإسرائيل بإدارة تجارة البشر في شرق السودان. إلى ذلك، تشهد الخرطوم وبعض الولايات السودانية الأخرى أزمةً حادة في المحروقات ورغيف الُخبز وغاز الطهي. ووقف المواطنون في طوابير طويلة أمام محطات الخدمة والمخابز ومحلات بيع أسطوانات الغاز. وترغب الحكومة السودانية في رفع الدعم عن القمح، لكنها تخشى تجدد التظاهرات التي اندلعت في أيلول (سبتمبر) الماضي عقب زيادة أسعار المحروقات، وتحولت إلى مطالبة بإطاحة النظام، ما أدى إلى مقتل عشرات.