فشل وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا (إيغاد) أمس، بإقناع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بالإفراج الفوري عن المعتقلين المتحالفين مع خصمه رياك مشار، واعتبر المتمردون ذلك إجهاضاً للمحادثات الجارية بينهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وهددوا بتوسيع نطاق الحرب والقتال. وأبلغ سلفاكير وسطاء «إيغاد» الثلاثة سيو مسفن ولازارس سيمبيو ومحمد أحمد الدابي خلال لقاءين في جوبا بأنه لن يفرج عن المعتقلين ال11 وأبرزهم الأمين العام للحزب الحاكم باقان أموم ووزير شؤون مجلس الوزراء السابق دينق الور، ما لم تنته الإجراءات القانونية بحقهم لمشاركتهم في التخطيط لإطاحة نظام الحكم بالقوة. وقال كبير مفاوضي حكومة جنوب السودان نيال دينق نيال خلال مؤتمر صحافي في جوبا: «سأخبركم بما قاله الرئيس سلفاكير للمفاوضين: لن يتم الإفراج عن المحتجزين على الفور، لكن سيسعده ذلك شريطة الانتهاء أولاً من الإجراءات القانونية الواجبة». في المقابل، اعتبر الناطق باسم وفد المتمردين في المفاوضات يوهانس موسى فوك موقف سلفاكير إجهاضاً للمحادثات الجارية بينهما. وتابع: «لكننا لن ننسحب من المحادثات. فما زلنا نأمل أن يعودوا إلى رشدهم». وأكد موسى فوك أن قوات مشار مستعدة للهجوم على ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل التي تضم أكبر حقول النفط. كما هدد باقتحام العاصمة جوبا. وركزت المحادثات في أديس أبابا على التوصل إلى وقف للنار لوقف العنف المستمر منذ ثلاثة أسابيع، مودياً بحياة نحو ألف شخص، إضافةً إلى 200 ألف مشرد. وبدأت المحادثات الثلثاء الماضي لكنها انفضت سريعاً للتشاور في جوبا حول مصير 11 محتجزاً اعتُقلوا العام الماضي بسبب مزاعم حول مشاركتهم في محاولة انقلاب. ويربط المتمردون الإفراج عنهم بوقف النار قبل مناقشة القضايا السياسية. إلى ذلك، توقعت الأممالمتحدة عبور 350 ألف لاجئ من دولة جنوب السودان هرباً من الصراع الدامي هناك إلى السودان، في حين قال الجيش السوداني إنه اتخذ احتياطات عسكرية على الحدود تحسباً لانتقال الصراع إلى داخل الحدود السودانية.