أكدت مصادر قريبة من المفاوضات الجارية بين طرفي الصراع في جنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حدوث انفراج، مرجحةً التوقيع على اتفاق هدنة في أية لحظة، خصوصاً بعد تلقي المتمردين ضمانات بالإفراج عن المعتقلين. وذكرت المصادر ذاتها أن الترتيبات اكتملت لحفل التوقيع وأن وسطاء الهيئة الحكومية في شرق إفريقيا (إيغاد) الكيني لازراس سيمبيو والاثيوبي سيوم مسفن والسوداني محمد مصطفى الدابي التقوا خمسة مفاوضين من كلا الطرفين أمس، لوضع اللمسات النهائية على اتفاق الهدنة. وأضافت المصادر أن الوسطاء قدموا ضمانات إلى وفد المتمردين بإطلاق المعتقلين التسعة وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الحركة الشعبية باقان أموم، والوزيران السابقان دينق ألور وكوستي مانيبي. وكشفت أن المعتقلين سيقودون عقب إطلاقهم المرحلة الثانية من المفاوضات التي ستنطلق في أديس أبابا خلال الأسبوع المقبل لمناقشة ملفات سياسية وأمنية عالقة. وفي جوبا، قال وزير الخارجية برنابا ماريال أن الرئيس سلفاكير ميارديت أمر بالبدء في الاجراءات القانونية لمحاكم المعتقلين الأحد عشر الذين يطالب خصمه رياك مشار بإطلاقهم. وطالب المتمردين بالالتزام بعملية السلام لإنهاء النزاع. وواجه سلفاكير ضغوطاً خارجية من «إيغاد» ومجلس الأمن والإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي لإطلاق المعتقلين السياسيين الذين يقول مشار أنهم مَن سيفاوض الحكومة في شأن الخلافات التي أدت إلى اندلاع النزاع. وأصدر ناشطو حقوق الانسان والمجتمع المدني بياناً في جوبا عبروا فيه عن رفضهم التدخل الأجنبي في الصراع. كما طالبوا بتوسيع المحادثات بين سلفاكير ومشار لتشمل منظمات المجتمع المدني ومناقشة قضايا الحكم الديموقراطي واحترام حقوق الانسان. وفي تطور آخر، اعترف رئيس أوغندا يوري موسيفيني للمرة الأولى بأن قواته قاتلت في جنوب السودان. وأعلن مقتل جنود أوغنديين كانوا يقاتلون إلى جانب جيش الجنوب. وقال موسيفيني خلال قمة دول البحيرات الكبرى في لواندا إن قوات أوغندية ساعدت هذا الأسبوع في هزيمة المتمردين خارج جوبا وقتل بعضهم في المعركة. وألقى موسيفيني اللوم على مشار في تحويل الخلاف السياسي إلى مواجهة عسكرية. على صعيد آخر، أعلنت الولاياتالمتحدة، أنها تحقق في مقتل اثنين من مواطنيها من أصل سوداني، في جنوب السودان.