أعلن مجلس محافظة الأنبار امس تمشيط قوات الأمن منطقة البوبالي، شرق مدينة الرمادي، التي كان المسلحون يحكمون سيطرتهم عليها منذ اسبوعين، فيما قتل عشرات العراقيين بتفجير ست سيارات مفخخة في أحياء بغداد. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي في تصريح الى «الحياة» امس ان «قوات الجيش تمكنت من تطهير منطقة البوبالي التي كانت تحت سيطرة المسلحين وتنظيم داعش». وأضاف ان «وحدات من القوات الخاصة نفذت الهجوم على المنطقة وتم طرد المسلحين منها»، ولفت الى ان «القوات الأمنية أعادت افتتاح ثلاث مراكز للشرطة المحلية في المنطقة وهي البوبالي والجحش والتحرير». وتابع ان «عملية عسكرية جديدة بدأت في مناطق الملعب والحوز وشارع 60 تسير حتى الآن بشكل جيد، وتوقع احكام سيطرة القوات على هذه المناطق». وأفادت مصادر أمنية في الأنبار امس أن اشتباكات اندلعت بين قوات الجيش والعشائر من جهة، ومسلحين تابعين لتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) في مناطق الملعب وشارع 60، وسط الرمادي، ما أسفر عن مقتل 28 من عناصر التنظيم وتدمير 11 عربة تابعة لهم. وأوضحت المصادر أن قوات من الجيش ومكافحة الارهاب اقتحمت امس منطقة جزيرة الخالدية، شرق الرمادي وتمكنت من قتل القائد العسكري ل «داعش» وخمسة من عناصر التنظيم واعتقال 13 آخرين. في الفلوجة شرق الانبار، قالت مصادر امنية ان قوات الجيش أغلقت امس ثلاثة مداخل رئيسية للمدينة هي مدخلا الصقلاوية من جهة قضاء سامراء في محافظة صلاح الدين، والازركية، ومدخل النعيمية من جهة بغداد. وأكد نائب رئيس مجلس المحافظة ان الخيار العسكري أصبح الأقرب، وأشار الى ان كل المحاولات السلمية استنفدت بعد فشل المفاوضات بين المسلحين وعشائر المدينة. وقال الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي، خلال مؤتمر عشائري امس: «كانت هناك ارادة ان تكون الفلوجة نواة لدولة داعش وتم ضخ الأموال وجمع السلاح فيها لمدة طويلة، ليس لإقامة الإمارة فقط، بل لتتمدد هذه الامارة لاسقاط النظام السياسي». وأضاف ان «السلاح الذي تجمع في الفلوجة ضخم وكبير وحديث يكفي لاحتلال بغداد»، وأشار الى أن «أغلب مدن الأنبار عادت الى حضن الدولة»، وأكد ان «القوات الأمنية تمكنت مساء الاحد من تنفيذ عملية واسعة في البوبالي حيث تم تطهيرها بالكامل من تنظيم داعش». الى ذلك، طالبت كتلة «متحدون»، بزعامة رئيس البرلمان اسامة النجيفي الحكومة بسحب الجيش من محافظة الانبار، وتسليم الملف الامني الى الشرطة المحلية. وقال النائب احمد المساري، خلال مؤتمر صحافي امس إن «زج الجيش في مشكلة الانبار زاد تعقيدها ولهذا نطالب بسحبه من المحافظة، وتسليم الشرطة المحلية مسؤولية الأمن فيها». ودعا «الحكومة الى اعتماد الحل السياسي لأزمة الانبار للحفاظ على دماء العراقيين ووحدتهم الوطنية، وإطلاق مبادرة جريئة وشجاعة تتضمن استجابة حقوق ابناء المحافظات الست المنتفضة باعتباره القاعدة الاساسية لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية». وأعلن وزير الهجرة والمهجرين ديندار نجمان دوسكي امس إن «عدد الأسر التي نزحت من محافظة الأنبار وصل إلى 22 الف أسرة»، وعزا السبب إلى «استمرار العمليات العسكرية في المحافظة». في بغداد قتل 18 شخصاً على الأقل، وأصيب العشرات في انفجار ست سيارات مفخخة في مناطق متفرقة، على ما افادت مصادر امنية وطبية. وقد انفجرت 25 سيارة مفخخة في المدينة خلال الايام السبعة الماضية. وقال عقيد في الشرطة ان «ستة اشخاص قتلوا وأصيب 15 في انفجار سيارتين بصورة متزامنة في منطقة الدورة». وفي هجوم آخر، أفاد الضابط ان «اربعة اشخاص قتلوا وأصيب 12 في انفجار سيارة في منطقة بغداد الجديدة». كما «قتل أربعة اشخاص وأصيب ثمانية في انفجار سيارة في منطقة البياع». وقتل شخصان وأصيب تسعة في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الحرية. وفي هجوم آخر، قتل اثنان وأصيب سبعة في انفجار سيارة سادسة في حي شهداء البياع. وكانت بغداد شهدت موجة تفجيرات السبت الماضي اسفرت عن مقتل 25 شخصاً واصابة اكثر من سبعين. كما قتل ثلاثة اشخاص بينهم ضابط برتبة مقدم في الجيش وأصيب 17 في هجمات متفرقة. في الموصل (350 كلم شمال بغداد) قتل ضابط برتبة مقدم في الجيش وأصيب جنديان جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت نقطة تفتيش في ناحية القيارة. وأضاف ان «شرطياً قتل في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش في ناحية وانة» الى الشمال من الموصل. كما قتل احد زعماء قبيلة الجحيش قرب منزله في منطقة الفيصلية. الى ذلك، أصيب ثلاثة جنود في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش في منطقة عين الجحش، الى الجنوب من الموصل. وفي قضاء طوزخورماتو (175 كلم شمال بغداد) قال عقيد في الشرطة ان «12 شخصاً اصيبوا في انفجار سيارة مفخخة وسط القضاء».