أحرق مسلحون أربعة مراكز للشرطة في الرمادي، فيما تواصلت الاشتباكات بين المسلحين والجيش الذي انسحب إلى غرب المدينة. وهرّب مسلحون في الفلوجة عشرات السجناء، بعدما اقتحموا مديرية الشرطة. وقال ضابط برتبة نقيب: «أحرق المسلحون أربعة مراكز شرطة في وسط مدينة الرمادي، هي مركز شرطة الملعب ومركز النصر ومركز الحميرة ومركز الضباط». وتشهد الرمادي، لليوم الثالث على التوالي، اشتباكات متقطعة في غربها بين مسلحين والجيش، منذ فض الاعتصام المناهض للسلطات على الطريق السريع. في الفلوجة القريبة (60 كلم غرب بغداد)، تمكن مسلحون من اقتحام مبنى مديرية الشرطة بعدما أخلاه عناصر الأمن اثر تهديدهم بالقتل، واستولوا على أسلحة وأطلقوا نحو مئة سجين، على ما قال نقيب في شرطة المدينة. وأزيلت خيم الاعتصام الذي استمر لعام من دون مواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، إلا أن مسلحين ينتمون إلى عشائر رافضة لفض الاعتصام، وآخرين مؤيدين للنائب النافذ الذي اعتقل السبت في الرمادي أحمد العلواني، يخوضون مواجهات انتقامية مع الجيش. ونقلت قناة «العراقية» الحكومية أمس عن «أهالي الأنبار» مطالبتهم الجيش بالعودة إلى مدن المحافظة، في إشارة إلى الفلوجة والرمادي. إلى ذلك، أعلن شيخ عشيرة الجميلات رافع الجميلي أن عدداً من الجنود سلموا أنفسهم إلى العشيرة بعدما ألقوا سلاحهم. وقال إن «المنشقين عن الجيش بلغ عددهم حتى الآن 27 جندياً وهم في ضيافة عشيرتنا معززين مكرمين». وأضاف أن المسلحين «أسقطوا طائرة عسكرية في الفلوجة بعد إطلاق وابل من النار عليها وقتل من فيها». وقال نائب رئيس مجلس المحافظة فالح العيساوي إن «الشرطة المحلية في الفلوجة انسحبت بالكامل من مقارها بعد سيطرة المسلحين عليها وعلى أحياء المدينة ولا نعرف حالياً إن كان هؤلاء المسلحين من القاعدة أم من العشائر». وأضاف أن «المسلحين سيطروا أيضاً على منطقة الصقلاوية والكرمة وأحياء عدة في أطراف الرمادي»، مؤكداً أن «عامرية الفلوجة ما زالت لغاية الآن تحت سيطرة العشائر والقوات الأمنية». وتوقع العيساوي أن «ينتشر المسلحون خلال الساعات المقبلة في مركز مدينة الرمادي»، مؤكداً أن «أي حلول لأزمة الأنبار غير موجودة حالياً». وقالت مصادر في الرمادي إن معلومات وصلت إلى شيوخ العشائر عن قدوم «أعداد من المقاتلين التابعين إلى تنظيم داعش إلى الأنبار عبر الحدود السورية»، وتساءلت عن عملية «ثار القائد محمد التي يفترض أن توجه إلى الحدود ومنع تدفق المسلحين، لكنها انتهت بفتح جبهة للحرب داخل الأنبار». وكان المرجع السني الشيخ عبد الملك السعدي أكد أمس أنه قال ل «الثوار» «إن جنحوا للسلم فاجنحوا إليه ولا تطاردوا فلولهم فإني أعني بالسلم: أن لا يبقى في المحافظة أي جندي أو شرطي اتحادي من أتباع المالكي وإلا فهو احتلال، وادِّعاء الانسحاب مكر وخديعة وأقول لكم يحرم الإضرار بالشرطة المحلية وقتلهم ما داموا مسالمين». وأضاف في بيان: «أدعو الشرطة المحلية إلى الدفاع عن المحافظة من كل من يريد السوء لأهلها مهما كان نوعه واتِّجاهه». وحملت النائب عن محافظة الأنبار لقاء وردي الحكومة المحلية والقائد العام للقوات المسلحة مسؤولية تفاقم الوضع أو انتشار السلاح بيد شباب الأنبار. وقالت في بيان إن «أصل الأزمة التي تمر بها الأنبار هي رفع خيام المعتصمين في الرمادي، وذلك لأن أبناء الأنبار يعتبرون هذه الخيام تمثل مطالبهم»، مشيرة إلى أن «الحكومتين المحلية والاتحادية تعاملتا مع أطراف ليس لها علاقة بالحراك داخل ساحة الاعتصام وهذا خطأ». وتابعت أن «ما يحصل في الأنبار من توتر أمني هو رد فعل على رفع الخيام»، مبينة أن «هذا الخطأ أرجعنا إلى نقطة الصفر، وهناك استنفار كبير في المحافظة». وفي أعمال عنف أخرى قتل ثلاثة ضباط في الجيش وجندي ومدني، وأصيب أربعة عسكريين وسبعة مدنيين، في انفجار سيارة مفخخة قرب نقطة تفتيش في شرق الموصل (350 كلم شمال بغداد).