ردت الجماعات المسلحة المتشددة في شمال القوقاز الروسي على إعلان سلطات جمهورية الشيشان قبل أيام، نجاحها في قتل أمير المتمردين الانفصاليين دوكو عمروف في عملية خاصة، بنشر شريط فيديو على الإنترنت عن تحضير انتحاريين هجومين استهدفا محطة للسكك الحديد وباصاً للنقل العام في مدينة فولغاغراد نهاية الشهر الماضي حين قتل 34 شخصاً. وهدد الانتحاريان في الشريط بأن «العمليات الاستشهادية ستتواصل» إذا أصرّت السلطات الروسية على تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي من 7 إلى 23 شباط (فبراير) المقبل. وأظهر شريط الفيديو مقاتلان عرّفا على نفسيهما باسمي سليمان وعبد الرحمن، وزعما أنهما ينتميان إلى جماعة «أنصار السنة» المتخصصة في عمليات التفجير، وتنشط في ما يطلق عليه الانفصاليون «ولاية داغستان» التابعة لإمارة القوقاز. وعرض الشريط لقطات لتجهيز الرجلين عبوات ناسفة، فيما لف أحدهما حزاماً ناسفاً على جسد الآخر، ثم قال في بيان قصير: «إذا نظمتم (السلطات) الدورة الأولمبية ستتلقون هدية منا ترسل إليكم ولجميع السياح الذين سيأتون». وأضاف: «هذه الهدية ستكون من أجل دماء جميع المسلمين التي تراق يومياً في العالم، أفغانستان أو الصومال أو سورية . سيكون هذا انتقامنا». وفيما اختتم الشريط بلقطات لتفجيري فولغاغراد، رأى خبراء أن توقيته يحمل رسائل كثيرة إلى جانب تبني عمليتي التفجير، خصوصاً أن الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف قال خلال إعلانه نبأ مقتل عمروف الأسبوع الماضي، إن «المخاوف التي أطلقها البعض في شأن تهديدات الإرهابيين لدورة سوتشي لا أساس لها». وكان قاديروف أكد، على رغم إعلانه عدم عثور عناصر الوحدات الخاصة على جثة عمروف، أن القائد المتشدد الذي تعتبره روسيا عدوها الأول شمال القوقاز «غدا في عداد الأموات قبل أن ينفذ وعده بمنع تنظيم أولمبياد سوتشي»، مشيراً إلى رصد محادثات ومشاورات أجريت بين قادة ميدانيين للجماعات الانفصالية الناشطة في المنطقة عكست انهماكهم في ترتيبات اختيار خليفة لعمروف، ووجود خلافات في الرأي بينهم حول هوية الأمير المقبل «لإمارة القوقاز». ولم تصدر الأجهزة الخاصة الروسية تأكيداً لتصريحات قاديروف، في حين أطلقت السلطات الأمنية خلال الأسبوعين الأخيرين تدابير غير مسبوقة لضمان أمن الأولمبياد. وسيشارك عشرات الآلاف من رجال الأمن في حماية منشآت الأولمبياد وزواره. كما بدأت روسيا استخدام نظاماً أمنياً إلكترونياً شاملاً يعمل عبر الأقمار الاصطناعية وتستخدم آلاف كاميرات المراقبة الأرضية. وسيسمح النظام برصد الأجهزة الروسية كل التحركات أو المكالمات الهاتفية أو المحادثات عبر وسائل الاتصال الحديثة طوال فترة الألعاب.