زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس، المصابين في التفجيرين في مدينة فولغاغراد جنوب البلاد، وندد بالهجومين اللذين أثارا مخاوف أمنية قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها بلاده في سوتشي هذا العام. ووصل بوتين الى فولغاغراد قبل الفجر بعد أن توعد في كلمة لمناسبة العام الجديد، «بالقضاء» على «الإرهابيين»، وهو تصريح يستهدف الانفصاليين الإسلاميين الذين يتخذون من شمال القوقاز قاعدة لهم. وقال الرئيس الروسي في تصريح في بداية اجتماع مع مسؤولين أمنيين بارزين في المدينة وبثها التلفزيون: «اياً تكن دوافع المجرمين فإنه لا يمكن تبرير الجرائم ضد المدنيين بخاصة النساء والأطفال». ورأى بوتين ان «حقارة الجريمة او الجرائم التي ارتكبت هنا في فولغاغراد لا تحتاج الى تعليق إضافي». وأسفر الاعتداءان مطلع الأسبوع عن سقوط 34 قتيلاً. وأدى تفجير نفذته انتحارية في محطة القطارات الرئيسية في فولغاغراد الأحد عن مقتل 18 شخصاً على الأقل، فيما اودى تفجير ثان في باص كهربائي الاثنين، بحياة 16 شخصا على الأقل. كما نقل اكثر من ستين مصاباً الى المستشفيات في فولغاغراد، اضافة الى نقل بعض الجرحى الى موسكو أيضاً. وزار بوتين المصابين ووضع الزهور في موقع تفجير الباص الكهربائي. وعزز التفجيران المخاوف من وقوع مزيد من الهجمات قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها روسيا في شباط (فبراير) المقبل في منتجع سوتشي على البحر الأسود على بعد 690 كيلومتراً جنوب غربي فولغاغراد. ويعتبر هذان الهجومان الأكثر دموية منذ الاعتداء الانتحاري في مطار دوموديفوفو في موسكو الذي تبناه اسلاميو القوقاز وأسفر عن سقوط 37 قتيلاً في كانون الثاني (يناير) 2011. ونسب التفجيران القويان اللذان لم تتبناهما اي جهة الى انتحاريين. وقد لاحظ المحققون اوجه شبه في المتفجرات المستخدمة ما يعزز فرضية هجومين منسقين. وتفيد معلومات صحافية روسية بأن الانتحارية في محطة القطارات قد تكون مقربة من حركة التمرد التي تسعى الى اقامة دولة اسلامية في القوقاز الروسي. ويرى عدد من الخبراء ان الاعتداءين قد يكون الهدف منهما اشاعة مناخ من الرعب في البلاد قبل بدء الألعاب الأولمبية في سوتشي والتي دعا زعيم حركة التمرد الإسلامية دوكو عمروف في تموز (يوليو) الماضي الى منعها «بكل الوسائل».