قال زعيم الشيشان المدعوم من الكرملين رمضان قادروف إن وحدة من قوات الامن الروسية تتدرب على قتال اسلاميين متشددين يحاربون الآن في سورية وتخشى عودتهم من هناك للانضمام إلى حركة تمرد في شمال القوقاز. ويخشى الكرملين من عودة اسلاميين متشددين ولدوا في روسيا للانضمام إلى متمردين يسعون لإقامة دولة إسلامية في الشيشان وأقاليم أخرى تقطنها اغلبية مسلمة في المنطقة الجبلية بجنوب روسيا. وقال مسؤولون إن 400 مقاتل روسي يحاربون مع جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في سورية لكن خبراء يقولون إن عددهم أكبر من ذلك بكثير. وأصبح بعض أبناء الشيشان الذي خاضوا حربين ضد الحكم الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي قادة بين مقاتلي المعارضة السورية. وقال قادروف في بيان نشره الموقع الالكتروني للحكومة الاقليمية في وقت متأخر أمس الأربعاء "تذيع هذه العصابات يوميا لقطات مصورة يقولون فيها إنهم سينتقلون إلى شمال القوقاز بعد سورية لتنفيذ أنشطة إرهابية وتخريبية. "لا يمكننا الاستماع إلى هذه التهديدات بهدوء وانتظار تحرك هذا الوباء الى روسيا.. لذا تتخذ الشرطة وقيادة الجمهورية اجراءات وقائية." ورفض متحدث باسم قادروف تقديم أي تفاصيل أخرى بشأن الخطوات التي اتخذتها أجهزة إنفاذ القانون. وبعد أكثر من عشر سنوات على إخماد موسكو لانتفاضة انفصالية في الشيشان تقاتل روسيا حركة تمرد تحولت من قضية قومية إلى إسلامية وامتدت إلى أقاليم أخرى في جبال القوقاز. ويشن المقاتلون الان هجمات شبه يومية في أقاليم الانجوش وداغستان وكاباردينو-بلكاريا. وقالت روسيا اليوم الخميس إنها قتلت خمسة متشددين مشتبها بهم في داغستان. وقال مصدر أمني طلب عدم نشر اسمه إن هؤلاء الرجال أطلقوا النار على ضباط شرطة أثناء قيامهم بدورية في قرية سادوفوي قرب خاسافيورت على بعد 90 كيلومترا شمال غربي مخاتشكالا عاصمة داغستان. وتواجه روسيا المتمردين بعنف قبل استضافتها دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في فبراير شباط 2014 في سوتشي . وحث دوكو عمروف المقاتل الاسلامي الشيشاني الذي يقود متشددين يسعون لاقامة إمارة للقوقاز في روسيا مقاتليه في يوليو تموز على استخدام كل ما لديهم لتخريب الاولمبياد. وأثار تفجير انتحاري في أكتوبر تشرين الاول قتل فيه سبعة أشخاص في مدينة فولجوجراد شمالي سوتشي المخاوف من وقوع هجمات أخرى. وكان 40 شخصا قتلوا في تفجيرين انتحاريين في قطار أنفاق بموسكو في 2010 كما قتل 37 في تفجير بمطار في موسكو في 2011. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن المتشددين العائدين من سورية يمثلون خطرا "حقيقيا" وأقر قانونا لمكافحة الارهاب هذا الشهر يقضي بالسجن مدة تصل الى ست سنوات للمقاتلين العائدين إلى روسيا. وروسيا أقوى داعم دبلوماسي للرئيس السوري بشار الاسد في الصراع وحذرت مرارا الغرب من تنامي قوة الاسلاميين المتشددين الذين يحاربون الحكومة في سورية. ويحمل القانون الجديد أقارب الاسلاميين المتشددين المسؤولية المالية عن الاضرار التي تحدثها الهجمات ضمن اجراءات اتخذتها قوات الامن الروسية للتصدي للاسلاميين المتشددين بالضغط على عائلاتهم. وقال قادروف "يجب أن يعرف الارهابيون في سورية ما ينتظرهم في روسيا إذا ظهروا هنا." وحظرت السلطات في الشيشان إقامة جنازة لمن يقتلون في سورية وتؤيد رسميا رجال دين يقولون إن الحرب السورية صراع سياسي داخلي لا علاقة له بالجهاد. وأعلن قادروف الشهر الماضي إقالة مسؤول كبير في الهجرة بالشيشان بسبب انضمام ابنته إلى المقاتلين السوريين. وتمكن قادروف وهو شيشاني كان يقاتل مع الانفصاليين لكنه أعلن ولاءه للكرملين من فرض سلام هش في المنطقة باستخدام أساليب صارمة. وتتهم جماعات حقوقية الاجهزة الامنية في الشيشان بتنفيذ عمليات خطف وتعذيب وقتل خارج نطاق القانون ليس فقط للتصدي للمتمردين بل لاسكات منتقدي قادروف أيضاً، وينفي قادروف الاتهامات.