بدأت أمس وحدات من الجيش اليمني الانتشار في مناطق القتال بين الحوثيين والسلفيين شمال البلاد، غداة توقيع الجانبين اتفاقاً جديداً لوقف النار، وبعد تفويض السلفيين الرئيس عبدربه منصور هادي «إيجاد حلول عادلة» لعشرات الطلاب الأجانب الموجودين في معهد دماج السلفي، ويتهمه الحوثيون بخوض المعارك ضدهم. وأغرق الحوثيون شوارع صنعاء في اليومين الماضيين بالشعارات والأعلام الخضراء في سياق استعداداتهم غداً للإحتفال بذكرى المولد النبوي، في حين يرى السلفيون وباقي الجماعات السنّية في هذا الاحتفال بدعة ليست من صميم الإسلام، ويتهمون الحوثيين ب»استغلال المناسبة لاستعراض القوة والقدرة على حشد الأنصار». وقالت مصادر محلية ل»الحياة» إن ثلاثة قتلى على الأقل سقطوا أمس في مواجهات بين الحوثيين وأنصار حزب «التجمع للإصلاح» (الإخوان) في منطقة آنس التابعة لمحافظة ذمار (جنوبصنعاء) على خلفية هذه الاستعدادات للاحتفال والتي تلقى معارضة من خصوم الحوثيين». وتمكنت لجان الوساطة الحكومية من عقد هدنة جديدة ليل الجمعة - السبت، لوقف القتال المستمر على أكثر من جبهة، منذ ثلاثة أشهر، استجابة لنداء السلام الذي كان أطلقه الرئيس هادي في وقت سابق. ودخل وقف النار حيز التنفيذ مساء الجمعة، في حين بدأ أمس مراقبون من الجيش الدخول إلى منطقة دماج ومناطق النزاع الأخرى في محافظة عمران (شمال صنعاء). وقالت مصادر ل»الحياة» إن «الجانبين تبادلا في حاشد بحضور الوسطاء العسكريين جثث القتلى تمهيداً لإطلاق عشرات الأسرى، وإزالة النقاط المسلحة من على الطرقات الرئيسة الواصلة بين صعدة ودماج وبين عمران وصعدة»، وسط أنباء عن «اتخاذ السلطات قراراً بترحيل الطلبة السلفيين الأجانب الموجودين في دماج بصورة غير شرعية». ونفى الناطق باسم السلفيين أحد موقعي الاتفاق الجديد الشيخ سرور الوادعي أمس في بيان ما تردد عن شمول الاتفاق على خروج السلفيين من دماج وإغلاق معهدها، وأكد أن الرئيس هادي طلب لقاء زعيم الجماعة الشيخ يحيى الحجوري في صنعاء، من دون أن يفصح عن طبيعة اللقاء. وتوقعت مصادر مطلعة أن يعرض هادي على السلفيين نقل معهدهم من بلدة دماج في محافظة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون إلى أي منطقة أخرى تجنباً لأي مواجهة مستقبلية، وذلك في ضوء التفويض الذي منحه الحجوري لهادي لحل المشكلة والذي نشرته مواقع السلفيين على الانترت في وقت سابق. وعقد هادي أمس في صنعاء اجتماعاً مع سفراء الدول الراعية للعملية الانتقالية أطلعهم على مستجدات الحوار الوطني الذي يوشك على نهايته في الأيام المقبلة، وقال إنه «يتطلع إلى أن يكون ختام المؤتمر الذي استمر تسعة شهور حدثاً وطنياً مهماً يدون في التاريخ اليمني المعاصر وينقل البلاد إلى واقع جديد»، مؤكداً أنه سيشهد حضوراً دولياً وعربياً كبيراً ليكون عند مستوى الحدث والتجربة الفريدة التي انتهجها اليمن من خلال الحوار».