امتد القتال بين الحوثيين والسلفيين في شمال اليمن إلى محافظة الجوف، في وقت كثفت السلطات مساعيها لوضع حد للمعارك الدائرة منذ أكثر من شهرين. وفرض أنصار «الحراك الجنوبي» المطالبين بالانفصال عصياناً مدنياً في المكلا (كبرى مدن حضرموت). وأكدت مصادر محلية ل «الحياة» أن اشتباكات عنيفة اندلعت أمس بين مسلحي الحوثي وقوات حكومية في مديرية برط التابعة لمحافظة الجوف المجاورة لمحافظة صعدة، بالتزامن مع اشتباكات مع السلفيين استخدمت فيها الدبابات والمدفعية». وأضافت «أن قتلى وجرحى سقطوا في المواجهات لم يعرف عددهم، فيما أقدم الحوثيون على فرض حصار على المنطقة وأغلقوا الأسواق والطرقات، كما أمهلوا قوات الجيش ساعات لتسليم المقر الحكومي، مهددين بنسفه في حال عدم الاستجابة». جاءت هذه التطورات بعد يومين من المعارك في محيط منطقة دماج في صعدة حيث بدأت شرارة النزاع بين السلفيين والحوثيين قبل أكثر من شهرين، وسط أنباء عن سقوط أكثر من 20 قتيلاً وعشرات الجرحى في الساعات الأخيرة، على رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها السلطات لوقف المواجهات التي كانت انتقلت إلى مناطق حاشد القبلية في محافظة عمران، ومنطقة حرض في محافظة حجة. وبدأت أمس لجنة حكومية تضم قادة عسكريين وقبليين ومسؤولين حكوميين جولة جديدة من الوساطة بين الجانبين لوقف النزاع في «حرض» ودماج. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن أمين العاصمة عبد القادر علي هلال وصل إلى صعدة وسلم زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي رسالة من الرئيس عبدربه منصور هادي يطلب منه فيها وقف الحرب من جهته ومنع تمددها إلى مناطق أخرى». ونقلت المصادر الحكومية أمس عن محافظ حجة علي بن علي القيسي أن اتفاقاً تم التوصل إليه بين الحوثيين والسلفيين لوقف المواجهات في منطقة حرض الحدودية، يقضي بتسليم النقاط والمواقع التي يسيطر عليها الجانبان إلى القوات الحكومية. ويتهم الحوثيون السلفيين بإيواء عناصر أجنبية تكفيرية في منطقة دماج، بينما يقول السلفيون إن الحوثيين يسعون إلى السيطرة على بلدة دماج السنية وفيها معهد ديني يؤمه مئات الطلاب اليمنيين والأجانب. وعلى صعيد التطورات في جنوب البلاد، فرض عناصر «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال عن الشمال أمس عصياناً بالقوة، وأغلقت المدارس والمصالح الحكومية أبوابها، كما سدت الطرقات والشوارع العامة، ما أدى إلى استياء السكان الذين يرون في العصيان تعطيلاً لمصالحهم. وكان ناشطو «الحراك» دعوا أول من أمس إلى عصيان مدني لمدة أسبوع يتم خلاله تعطيل الحياة في المدن لإجبار السلطات على إخراج المعسكرات وتسليم المقار الأمنية، وسط معارضة من تحالف القبائل في حضرموت. إلى ذلك أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس أن بلاده لن تسلم الأمين العام لحزب الرشاد السلفي عبد الوهاب الحميقاني إلى السلطات الأميركية التي وضعته أخيراً على لائحة داعمي الإرهاب، وقال خلال استقباله وفداً تضامنياً مع الحميقاني في صنعاء، إن «القضاء اليمني وحده معني بالنظر بأي تهمة توجه إلى المواطنين».