طعن مجهولون ديبلوماسياً يابانياً في صنعاء، خلال محاولة لخطفه قرب منزله، في ظل حالة متفاقمة من انفلات الأمن تشهدها البلاد، كما فجر مسلحون قبليون أنبوباً لتصدير النفط في مأرب (شرق صنعاء) وحالوا دون إصلاح خطوط الطاقة الرئيسة لليوم الثالث على التوالي، في وقت تلوح نذر المعارك الدائرة شمال البلاد بين الحوثيين والسلفيين بالتمدد إلى ضواحي العاصمة. وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن «مسلحين مجهولين اعتدوا بالطعن أمس على ديبلوماسي ياباني قرب منزله في صنعاء، بعدما فشلوا في اختطافه»، مؤكداً أنه «نقل إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج وحالته الصحية مستقرة». وتصاعدت في الأعوام الثلاثة الأخيرة عمليات خطف الأجانب في اليمن من قبل مسلحي»القاعدة» أو رجال القبائل الذين يسعون إلى الحصول على فدية مالية. ولايزال ديبلوماسي سعودي وآخر إيراني في قبضة خاطفيهم في مكان مجهول، إضافة إلى زوجين من جنوب إفريقيا وآخر سيراليوني موظف لدى الأممالمتحدة. وأطلقت صحافية هولندية وزوجها قبل أيام وعادا إلى بلادهما بعد ستة أشهر من الحجز وسط أنباء عن توسط أجانب ودفع فدية لقاء الإفراج عنهما، على رغم التحذيرات من أخطار حصول الخاطفين على أموال قد تشجعهم على ارتكاب عمليات أخرى أو تساعدهم في تنفيذ أعمال إرهابية. إلى ذلك، فجّر مسلحو القبائل أمس أنبوب تصدير النفط الرئيس في منطقة حباب التابعة لمديرية صرواح في مأرب، وهو التفجير الثالث في أسبوع، كما حال المسلحون لليوم الثالث على التوالي دون إصلاح خطوط الطاقة الرئيسة التي أدت مهاجمتها إلى انقطاع متواصل للتيار الكهربائي عن صنعاء ومناطق أخرى. وتقول السلطات إن هذه الهجمات كبّدت خزينة الدولة أكثر من 6 بلايين دولار في الأعوام الثلاثة الأخيرة، في حين يساعد الوضع السياسي المضطرب وضعف قبضة الأمن في ظل العملية الانتقالية الدائرة، على مزيد من الأعمال التخريبية لجهة الحصول على تعويضات مالية أو وظائف أو إطلاق سجناء. وشدد البرلمان أمس على ضرورة إعلاء صوت القانون والنظام والالتزام به وتطبيقه في كل المحافظات، ودان أعمال الاغتيالات وقطع الطرقات والاختطافات وتفجير أنابيب النفط وضرب أعمدة الكهرباء، كما دان الهجوم الإرهابي الأخير على مجمّع وزارة الدفاع في صنعاء. وصوّت النواب ب «الموافقة على منع الضربات الجوية» التي تنفذها الطائرات الأميركية من دون طيار، وشدّدوا على «أهمية الحفاظ على المواطنين الأبرياء من أي اعتداء عليهم». وتواصلت أمس المعارك بين الحوثيين والسلفيين وعادت لجنة الوساطة الحكومية إلى صعدة حيث معقل الحوثيين الرئيس في محاولة جديدة لإقناع الفريقين بوقف إطلاق النار المستمر منذ ما يزيد على ستة أسابيع وعلى أكثر من جبهة، في حين تمكنت فرق الصليب الأحمر أول من أمس من انتشال جثث 20 قتيلاً سقطوا في جبهة حرض شمال غربي البلاد. وفيما تدور معارك شرسة على جبهات كتاف وحاشد ودماج المحيطة في صعدة، أفادت مصادر قبلية «الحياة» بأن نذر مواجهات وشيكة تلوح في منطقة أرحب القريبة من صنعاء ، عدما استحدث الحوثيون نقاط تفتيش في المنطقة، وسط مخاوف من تمدد الصراع إلى مناطق أخرى. وأدى القتال منذ تجدده مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، ويشكو السلفيون من استهداف الحوثيين منطقة دماج السلفية وحصارها ومحاولة تشريد أهلها وطرد طلاب معهد دماج السلفي الذي يؤمّه يمنيون وأجانب منذ ثمانينات القرن الماضي. ويقول الحوثيون الذين يبسطون سيطرتهم على صعدة والمتهمون بموالاتهم إيران «إن معهد دماج السلفي يؤوي مئات المسلحين الأجانب المنتمين للجماعات التكفيرية ولابد من إخراجهم من المنطقة»، في وقت اكتفت الدولة بمساعي الوساطة لوقف القتال ولزم الجيش الحياد.