استمرت المواجهات بين الحوثيين والسلفيين في صعدة من دون أن يتدخل الجيش أو قوات الأمن بين الطرفين، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في معارك استهدفت السيطرة على منطقة دماج حيث قصف الحوثيون منازل قيادات السلفيين وزعيمهم الشيخ إسماعيل الحجوري. وتواصلت عمليات الجيش أمس ضد عناصر تنظيم «القاعدة» في أبين وشن الطيران الحربي عدداً من الغارات على مواقع للتنظيم، رداً على هجوم استهدف حاجزاً عسكرياً وأدى إلى مقتل أربعة جنود على الأقل. وكانت المواجهات الطائفية في صعدة بين جماعة الحوثي الشيعية وأنصار التيار السلفي المتمركزين في دماج استمرت متقطعة، في وقت كثفت لجنة الوساطة الرئاسية مساعيها لدى الجانبين من أجل التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار وسحب المسلحين من المناطق المحيطة بدماج وتسليمها إلى قوات الجيش. وتضاربت الأنباء عن عدد الضحايا. وأكدت مصادر سلفية «أن حوالى 27 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 100 آخرين في الهجوم الواسع الذي شنه الحوثيون على المنطقة أول من أمس مستخدمين الصواريخ والمدفعية الثقيلة». وحمل السلفيون الدولة مسؤولية حمايتهم ورفع الحصار الحوثي عن دماج. واتهم الحوثيون الذين يوالون إيران، في بيان، السلفيين بتفجير الصراع بعدما أحضروا إلى دماج آلاف المقاتلين الأجانب الذين ينتمون إلى التيارات التكفيرية، مؤكدين أنهم يدافعون عن أنفسهم جراء الاستفزازات المتكررة في البلدة حيث أقيم معهد لتدريس العلوم الدينية يؤمه المئات من الطلاب اليمنيين والأجانب. في حين يقول السلفيون إن الأجانب طلبة قدموا إلى دماج لدراسة الفقه في المدرسة الدينية التي أقيمت في الثمانينات. في موازاة ذلك، قالت مصادر في صنعاء ل «الحياة» إن سلاح الجو اليمني نفذ أمس عدداً من الغارات لليوم الثاني على التوالي على مناطق جبلية في مديرية المحفد بمحافظة أبين يتمركز فيها عناصر «القاعدة»، وتم تدمير سيارة تابعة للتنظيم. في غضون ذلك قضت محكمة متخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة في صنعاء بحبس 10 من عناصر التنظيم مدداً راوحت بين سنتين وسبع سنوات بعدما أدانتهم بالاشتراك في عصابة مسلحة للقيام بأعمال إجرامية تستهدف الدولة ومنشآتها الأمنية بين عامي 2010-2012.