منذ أعوام والحديث عن خطر النفايات الإلكترونية يتصاعد، ونحن في آخر قائمة الاهتمام بها، على رغم أننا من أكثر المستهلكين والمستخدمين للأجهزة. كان من اللافت أن جهات حكومية وشركات ضخمة لها علاقة بخدمات الأجهزة الإلكترونية لا تريد التحرك، وربما لم تفكر فيه. السطوة للاستهلاك والتحفيز عليه لاستبدال أجهزة قديمة أو شبه جديدة بموديل أكثر حداثة، وهنا نقطة على السطر. في المنطقة الشرقية من السعودية، قامت جمعية باسم «ارتقاء» هدفها استقبال أجهزة الكومبيوتر المستعملة التي لا يرغب أصحابها في الاحتفاظ بها، وإعادة تجهيزها وإصلاحها وتحميلها ببرامج مفيدة، ثم تغليفها لتقدمها هدية لآخرين لا يملكون مثل هذه الأجهزة. منذ بداياتها حققت الجمعية نجاحاً وتقبلاً من المتبرعين بالأجهزة المستعملة والداعمين للمبادرة الرائعة، وبحسب علمي لا يزال عمل هذه الجمعية محصوراً في المنطقة الشرقية، وهو ما يضع علامات تعجب لجهات حكومية لا تبادر إلى احتضان المبادرات الإيجابية والمساعدة في تعميمها على جميع أنحاء المملكة. المبادرات الإيجابية يمكن لمس أثرها وحقيقة أهدافها بتواصل عملها ونتائج هذا العمل «الملموسة»، بخلاف المبادرات الهلامية التي ليس لها غرض إلا الفرقعات الإعلامية للتجمل أو التنفع من دعم أو استثمار مشكلة. يمكن لشركة مثل شركة الاتصالات السعودية - وهي شركة تملك الحكومة جزءاً من رأسمالها - أن تقوم بمبادرة مماثلة لجمع أجهزة الجوال والاستفادة منها، أو على الأقل عدم تضرر البيئة من بقاياها. وسبق لي طرح الفكرة ولكن من دون تجاوب. كل الشكر للقائمين على «جمعية ارتقاء» من المتبرعين والعاملين، وأدعو الجميع للتعاون معها، ويمكن التواصل مع إدارتها من خلال الوسائل الآتية: الهاتف: 920002812 «تويتر»: 1ertiqa@ الإيميل: www.ertiqa.me www.asuwayed.com asuwayed@