يتشكل الهلامي بحسب الحاجة، فيتربع ويتثلّث، وفي اللحظة المناسبة يستطيل. بإمكانه التقولب إلى شكل أسطواني لينساب في مجرور! دائماً حاضر وعلى أهبة التأهب، مستفيد من كل واقع مهما بلغ حاله من التردي، ومهما كان له من أسهم في صنعه، كأنه من حملة الأسهم الذهبية في شركة مساهمة مقفلة إلا على الأحباب! خاصية اللزوجة تجعله يلتصق بكل موجة، سواء أكانت هابطة أم صاعدة. المهم موجة قادمة، ربما محتملة القدوم يتنبأ بها و«يتشمشم» المعلومات عنها، وهو ليس كالمنشار بل أستاذ له، لا يقع المنشار إلا على مواد صلبة، لكن الهلامي يقطع حتى الماء! كيف لا وقد اكتسب خبرة داهية بضمير مصاب بالضمور؟ ضمور يتيح لصاحبه الصراخ ضد مسألة أو قضية هو أول من مهد طريقها وشرع أبوابها، ثم عصرها واستنفذ سوائلها، وكما في الفعل هو لا يمتنع عن التستر على من يقترفه، لكن ذلك يأتي وقت الحاجة - حاجته هو- . الشخصي عنده مقدم على ما عداه بل ما عداه غير موجود في قاموسه المخفي! من حكمه الأثيرة: «ضرع العام يستحلب للخاص». الضمير بالنسبة له مثل زائدة دودية، زائد عن الحاجة إلا عند الفرقعات الإعلامية. لم لا؟ ومن حكم حياته المكتوبة على جبهته «اللي تغلب به العب به»، لم لا؟ وخاصية التشكل والتقولب ترفع الطلب عليه مثل جوكر في لعبة ورق، يمكن وضعه أو حشره في أية خانة عند الحاجة. «الهلامي» يتاجر بأي شيء، كل ما هو متاح بالنسبة له سلعة قابلة للتسويق والسمسرة، فلا مانع من الحديث عن المبادئ أو الذود عنها، مطية ضمن المطايا، عقله وفكره وأمله خارج السرب، وإن بقي حاضراً بجسده كامناً في حضنه، مدعياً أنه جزء منه لا يتجزأ، على الورق يصنف إنساناً، وهو لا يعدو عن كونه كائناً «هلامياً» لا يُعرف عنه سوى الجشع. www.asuwayed.com @asuwayed