يبدأ اليوم اقتراع المصريين المغتربين على مشروع الدستور في أول الاستحقاقات الانتخابية لخريطة الطريق التي أعلنها الجيش عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي الذي يمثل اليوم أمام محكمة جنايات القاهرة في ثاني جلسات محاكمته بتهمة التحريض على قتل متظاهرين. وتوعد مؤيدوه ب «حشد غير مسبوق». ويحق لأكثر من 680 ألف مغترب المشاركة في الاستفتاء الذي سيقتصر إجراؤه للمرة الأولى على التصويت في السفارات والقنصليات، بعدما ألغت اللجنة القضائية المشرفة على الاقتراع التصويت بالبريد. ويتواجد 80 في المئة من المقترعين في 5 دول هي السعودية (نحو 312 ألفاً) والكويت (نحو 132 ألفاً) والإمارات (نحو 67 ألفاً) وقطر (نحو 42 ألفاً) وأميركا (نحو 31 ألفاً). وأثيرت أمس مخاوف من مواجهات بين مؤيدي الرئيس المعزول ومعارضيه أمام السفارات والقنصليات، لا سيما في دول يتواجد فيها أعضاء «الإخوان» بكثرة، خصوصاً بعد فض الشرطة الفرنسية اعتصاماً في السفارة المصرية في باريس. غير أن القاهرة ألقت بمسؤولية تأمين محيط السفارات على الدول المضيفة، كما اتخذت السفارات إجراءات استثنائية داخلها لتأمين الاقتراع الذي تقاطعه جماعة «الإخوان» وحلفاؤها ويستمر حتى الأحد المقبل. وبالتزامن مع توافد المصريين على السفارات للاقتراع، سيمثل الرئيس المعزول وعدد من رموز «الإخوان» أمام المحاكمة في شأن اتهامات بالقتل والشروع فيه والتحريض عليه خلال أحداث الاتحادية التي وقعت في كانون الأول (ديسمبر) 2012. وتوعد «تحالف دعم الشرعية» بقيادة «الإخوان» بتنظيم تظاهرات «غير مسبوقة» اليوم تخرج من الميادين الرئيسة تحت شعار «الشعب يحمي رئيسه»، ما أثار قلقاً من مواجهات. غير أن تمكن أجهزة الأمن في تمرير احتفالات الأقباط بعيد الميلاد أمس في هدوء أعطى انطباعاً بقدرتها على تأمين المحاكمة والاقتراع على الدستور. واستنفرت الدولة بأجهزتها أمس لمشاركة الأقباط احتفالتهم بعيد الميلاد. وتوافد أركان الحكم على الكاتدرائية لتهنئة بطريرك الأقباط البابا تواضروس الثاني. وحظي قائد الجيش عبدالفتاح السيسي بتصفيق حاد عندما ذكر البابا اسمه ضمن لائحة المهنئين. وبعث الرئيس الموقت عدلي منصور برقية تهنئة إلى الكاتدرائية التي زارها أمس رئيس الوزراء حازم الببلاوي ووزير الداخلية محمد إبراهيم وعدد من الوزراء.