واصل الحلف الأطلسي (ناتو)، غداة تعليقه تعاونه المدني والعسكري مع موسكو بسبب تدخلها في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، مشاوراته على مستوى وزراء الخارجية في بروكسيل. وأكد الوزراء استعداد الحلف «لاتخاذ التدابير الضرورية في مواجهة أي خطر اعتداء يواجه الحلف» من دون توضيح التفاصيل العملانية. وتفضل دول غرب اوروبا الاكتفاء بالتدابير التي أتخذت في الأسابيع الأخيرة، اي نشر طائرات «اواكس» التابعة للحلف، ومقاتلات «اف 15» و»اف 16» اميركية وليتوانية وبولندية، في دول شرق اوروبا ودول البلطيق، فيما اعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) انها تدرس إرسال سفينة حربية الى البحر الأسود الذي يضم القرم، وتعزيز مناورات مقررة للحلف، اضافة الى توجه فريق صغير يضم 10 عسكريين الى أوروبا «قريباً جداً» لتحسين الاستعداد لنشر قوة أكبر خلال الصيف. الى ذلك، اعلن القائد الأعلى لقوات الحلف في اوروبا الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف ان روسيا لديها كل ما تحتاجه من قوات على حدود اوكرانيا، إذا قررت «التوغل» في البلاد، مشيراً الى انها تستطيع فعل ذلك خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وخمسة ايام. وأكد بريدلاف رصد علامات على تحرك عدد صغير جداً من القوات الروسية ليل الثلثاء، لكن لا دليل على عودتها الى ثكناتها. ووصف الوضع على الحدود بأنه «مقلق في شكل لا يصدق، لذا طالبني وزراء خارجية الحلف بوضع سلسلة اجراءات بحلول 15 الشهر الجاري تشمل تعزيزات برية وجوية وبحرية، لطمأنة أعضاء الحلف الغاضبين في شرق اوروبا. على صعيد آخر، قرر البرلمان الأوروبي إلغاء الرسوم الجمركية على واردات مصدرها اوكرانيا، فيما بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري وممثلة الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون مسألة اعتماد أوروبا على الغاز الروسي، وقدرة اوكرانيا على الوصول إلى امدادات بديلة للطاقة من بولندا وهنغاريا، وفتح مسار عبر سلوفاكيا. وانضم الى المحادثات غونتر أوتينغر، مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الطاقة. وقال كيري إن «إمدادات الطاقة وأسعارها يجب ألا تستخدم كسلاح من جانب دولة ضد أخرى»، في اشارة الى روسيا. وزاد: «من مصلحتنا جميعاً ان نستطيع الحصول على امدادات طاقة منتظمة، باعتبارها مهمة لاقتصادنا وحيوية لأمننا وضرورية لرفاه شعبنا». وكانت شركة «غازبروم»، أكبر منتج للغاز الطبيعي في روسيا، اعلنت انها سترفع أسعار بيع الغاز لأوكرانيا أكثر من 40 في المئة، في تصعيد جديد لضغوط موسكو على كييف. وكانت لافتة دعوة البليونير الأوكراني بيترو بوروشنكو، الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 ايار (مايو) المقبل، المانيا الى مقاطعة الغاز الروسي. وقال بوروشنكو لصحيفة «بيلد» الألمانية: «يجب دفع ثمن الديموقراطية احياناً»، ومقاطعة المانيا للغاز الروسي ستكون عقوبة عادلة من شأنها تركيع روسيا اقتصادياً». وفيما كرر بأن اوكرانيا «لن تقبل ابداً ضم القرم»، حذر موسكو من غزو محتمل لشرق البلاد، «اذ سندافع عن انفسنا بكل السبل العسكرية التي في حوزتنا، ونحن مستعدون فعلاً للدفاع عن بلدنا». في واشنطن، اقرّ الكونغرس، بعد اسابيع من المشاورات، خطة لمنح اوكرانيا ضمانات قروض ببليون دولار، في مقابل فرض عقوبات على موسكو. وقال الرئيس الأميركي باراك اوباما ان «الخطة ستوفر لأوكرانيا السبل الأساسية لإعادة الاستقرار الاقتصادي وعودة النمو والازدهار»،. في المقابل، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش ان موسكو ستتخذ اجراءات ضد ديبلوماسيين أميركيين، رداً على وقف مصرف «جي بي مورغان» الأميركي عملية تحويل نفذها السفير الروسي في استانا لأموال الى شركة «سوغاز» للتأمين، بحجة فرض عقوبات على روسيا و»سوغاز» مرتبطة بمصرف روسيا المدرج على لائمة الشركات والأفراد التي تطاولها العقوبات الأميركية، رداً على الحاق القرم بروسيا. وقال لوكاشيفيتش: «وقف عملية التحويل غير مقبول وغير شرعي وغير منطقي، ويجب ان تفهم واشنطن ان أي عمل عدائي ضد ديبلوماسيين روس لا ينتهك القانون الدولي فقط، بل يطلق عمليات ستؤثر بالتأكيد في عمل السفارة والقنصلية الأميركية في روسيا».