نقِل الرئيس الباكستاني السابق بروز مشرف على عجل الى مستشفى أمس، بسبب «مشكلة في القلب» تعرض لها خلال توجهه الى محكمة في إسلام آباد تنظر في قضية رفعتها الحكومة ضده بتهمة «الخيانة العظمى» لتعليقه الدستور وفرضه حال الطوارئ عام 2007، ما يجعله يواجه عقوبة الاعدام. وأعلنت الشرطة ومقربون من مشرف أنه شعر بألم في الصدر على الطريق، فتوجه موكبه فوراً الى معهد القوات المسلحة لأمراض القلب في روالبندي المجاورة لإسلام آباد. وأفاد صحافي بأن وحدات من الجيش والقوات الخاصة تطوق محيط المستشفى. وصرح أحد مساعدي الرئيس الباكستاني السابق البالغ 70 من العمر بأن الأخير «في حالة سيئة»، مطالباً بنقله سريعاً الى الخارج، رغم ان اسمه مدرج على لائحة الاشخاص الممنوعين من السفر. لكن الناطق باسمه قال ان مشرف «واعٍ ويدرك المكان والزمان حوله»، فيما نفى مصدر في المستشفى «اصابة مشرف بأزمة قلبية، لكنه يبقى تحت المراقبة بعد توعك». وكانت زوجته معه، بينما توجهت ابنته التي تقيم في كراتشي (جنوب)، الى المستشفى العسكري. وبعد هذه التطورات، أرجئت جلسة المحاكمة الى الاثنين المقبل، علماً انه كان تغيّب عن جلستين سابقتين في 24 كانون الاول (ديسمبر) والاول من الشهر الجاري لأسباب أمنية فرضها ضبط متفجرات زرعت على طريق موكبه. وكان محامو مشرف استبقوا موعد جلسة أمس بإعلان مقاطعتهم لها، مؤكدين انهم يتعرضون «لتهديدات» من السلطات. وقال انور منصور خان، احد هؤلاء المحامين: «بين الساعة الواحدة والخامسة صباحاً تعرضت لتهديدات متواصلة. ضرب احدهم باب منزلي ولم يقرع الجرس، وهو امر لم اواجهه طوال حياتي المهنية المستمرة منذ 40 سنة». وكان المحامي نفسه تحدث عن تعرضه لهجوم في سيارته اول من امس. وتحدث محامٍ آخر هو شريف الدين بيرزاده عن تهديدات مماثلة قال إن «مصدرها التهديدات الحكومة»، ما دفع قضاة المحكمة الثلاثة الى تعهد التحقيق في المعلومات. اما المحامي أحمد رضا قاصوري فاتهم المدعي العام أكرم شيخ، بالانحياز، وقال إنه «ليس مدّعياً، بل منحاز ومضطهد ويسعى الى معاقبة مشرف لأنه شريك نواز شريف (رئيس الوزراء الباكستاني)». ويواجه الرئيس السابق قضايا جنائية عدة منذ عودته من منفاه الطوعي في آذار (مارس) الماضي. لكن شائعات تحدثت عن تحضير صفقة تسمح له بمغادرة البلاد لتجنيب الجيش القوي احراج مثول قائده السابق امام محكمة مدنية. والقضايا الجنائية التي يواجهها مشرف تعود الى فترة حكمه بين عامي 1999 و2008، بينها اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو. وهو أطلق بكفالة في اربع قضايا رئيسية ضده، لكنه يخضع لحراسة في منزله بضاحية إسلام آباد، بسبب تهديدات بالقتل من متمردي حركة «طالبان باكستان».