تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، القضاء على الإرهابيين في بلاده نهائياً. ونقلت وكالة أنباء «انترفاكس» الروسية عنه قوله إن روسيا «ستستمر بقوة وثبات في قتال الإرهابيين إلى أن تقضي عليهم نهائياً». واعتقلت الشرطة الروسية العشرات في عمليات دهم في مدينة فولغاغراد، بعد تفجيرين وقعا في أقل من 24 ساعة، وأثارا مخاوف أمنية قبل استضافة البلاد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي. وتوفي ليل أول من امس، رجل أصيب في تفجير بمحطة السكك الحديد في المدينة الأحد ليرتفع عدد قتلى الهجوم إلى 18 شخصاً. وقال حاكم الإقليم سيرجي بازينوف إن 16 شخصاً قتلوا في تفجير باص كهربائي الإثنين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرين اللذين سلطا الضوء على هشاشة الوضع الأمني، وأثارا مخاوف من هجمات قد يشنها الاسلاميون المتشددون الذين تعهدوا منع روسيا من استضافة الأولمبياد. ووضع مشيعون باقات زهور في موقع التفجير الانتحاري الذي نسف الباص. وتقع فولغاغراد على بعد 700 كيلومتر إلى الشمال من مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود والتي ستستضيف الأولمبياد بدءاً من السابع من شباط (فبراير) المقبل. كما أعلنت السلطات مقتل مساعد لممثل الادعاء في داغستان في انفجار سيارة مفخخة امس، كما قتل شخصان في تفجير في الإقليم القوقازي في وقت متأخر الاثنين. وقال الناطق باسم الداخلية الروسية اندري بليبتشوك إن حوالى 5200 من أفراد الشرطة والداخلية انتشروا في فولغاغراد في إطار عملية لمكافحة الإرهاب. وأضاف أن 87 شخصاً اعتقلوا بعدما قاوموا الشرطة ولم يقدموا أوراقاً ثبوتية وأن بعضهم كانت بحوزته أسلحة. وأفادت وكالة «إيتار تاس» للأنباء بأن الشرطة تركز على العمال المهاجرين من منطقة القوقاز والجمهوريات السوفياتية السابقة. ويقول نشطاء حقوقيون إن هذه الفئة تتعرض للاضطهاد وتستهدفها الشرطة. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن مصادر أن المشتبه به في تفجير الأحد، روسي اعتنق الإسلام وانتقل إلى داغستان وانضم إلى الإسلاميين المتشددين هناك في أوائل 2012. في غضون ذلك، عبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها من أن إسلاميين متشددين ربما يجهزون لهجمات بهدف عرقلة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي، وعرضت توثيق التعاون في مجال الأمن مع روسيا على رغم توترات بين البلدين في وقت سابق هذا العام. وقال مسؤول في الخارجية الأميركية ان جماعة متشددة أصدرت تهديدات صريحة ومباشرة لعرقلة الأولمبياد. وقال مسؤولون آخرون ان مناطق قريبة من سوتشي من بين المناطق الروسية الأكثر عرضة حالياً لهجمات المتشددين. وقال المسؤول الأميركي: «من الواضح انه توجد حساسيات في علاقتنا مع موسكو لكن تعزيز الأمن الأولمبي والجهود الأوسع لمكافحة الإرهاب هي بالتأكيد مجالات ذات اهتمام مشترك». وأضاف: «يبرز التفجيران في فولغاغراد الخطر والحاجة الى العمل بشكل وثيق مع روسيا من اجل ضمان حماية المواطنين الأميركيين المشاركين وأولئك الذين سيحضرون الألعاب الأولمبية في سوتشي». وقال مسؤولون امنيون أميركيون ان واشنطنوموسكو تجريان اتصالات مكثفة في ما يتعلق بالاستعدادات الأمنية للأولمبياد. ومن المتوقع ان تتبادل الولاياتالمتحدة مع روسيا معلومات ربما تجمعها عن تهديدات محتملة للألعاب الأولمبية. ودانت كاتلين هايدن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تفجيري فولغاغراد.