أمل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عقد مؤتمر جنيف في موعده، واعتبر أنه طالما بقي الرئيس السوري في موقعه طالما بقي الإرهاب. وشدد فابيوس من جهة ثانية أنه لا يمكن الوصول إلى لحظة في لبنان «يسود فيها الفراغ من دون رئيس للجمهورية ومن دون حكومة». وكشف ل «الحياة»، على الطائرة التي أقلت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووفده إلى السعودية، وقبيل لقاء هولاند مع كل من رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا والرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري أنه تمنى على المسؤولين الإيرانيين الانسحاب من تدخلهم المباشر، وعبر حزب الله، في سورية. ومساء التقى الجربا ثم الحريري في مقر إقامته في قصر الضيافة الملكي في الرياض. وقال فابيوس قبيل المحادثات الفرنسية - السعودية: «أرى جيداً الصعوبات التي يواجهها مؤتمر جنيف-2 لأن جزءاً من الذين سيحضرون مؤتمر جنيف- 2 لديهم جدول أعمال مختلف عن الهدف منه، وهو الارتكاز على جنيف-1 وهدفه التوصل إلى حكومة توافق سورية انتقالية تكون لها جميع السلطات التنفيذية. ممثلو النظام يرفضون ويقولون إن هدفهم مختلف، وهذه إحدى الصعوبات التي نتمنى تجاوزها. نحن في الوقت نفسه ندفع إلى انعقاد مؤتمر جنيف- 2 لأنه من الأفضل التحاور. والرئيس هولاند وأنا سنلتقي مساء مع رئيس الائتلاف أحمد الجربا وسنتحدث حول الموضوع لأن فرنسا تدعم وتؤيد الائتلاف السوري المعارض المعتدل. ونرى أنه يجب المشاركة في جنيف- 2 واحترام أهدافه، وبالتوازي ينبغي الضغط على الأطراف المتحاربة وعلى الأممالمتحدة كي توصل المساعدات الإنسانية وخصوصاً الدعم للأطباء ونحن نؤيد المعارضة المعتدلة وطبعاً لا ندعم الحركات الإرهابية التي يستخدمها بشار الأسد ولديه معها نوع من تحالف. فطالما بقي بشار الأسد طالما بقي الإرهابيون، والأسد يقول إذا كنتم تقاومون الإرهابيين ينبغي دعمي، هذا نوع من تحالف نرفضه كلياً». وأضاف فابيوس أن علاقاته بالمسؤولين السعوديين جيدة وأنهم يشاركون فرنسا في موقفها بالنسبة لما يحصل في سورية. وقال إن الجربا سيزور موسكو في منتصف كانون الثاني (يناير) وأن روسيا وافقت على استقبال الائتلاف المعارض. وقال إن هناك اجتماعاً آخر في بداية كانون الثاني للمعارضة السورية لتشكيل الوفد إلى جنيف- 2 واجتماع آخر لأصدقاء سورية في لندن في الشهر نفسه. والتقى مساء أمس هولاند وفابيوس رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري في مقر إقامة هولاند. وقال فابيوس متحدثاً مع عدد محدود من الصحافيين في الطائرة: «بالنسبة للبنان نحن ندعو إلى فك ارتباط، حتى لو كان ذلك بالغ الصعوبة، بين ما يحصل في سورية وما يحدث في لبنان، كما يطالب الرئيس سليمان. وندعم ونطالب بسيادة واستقلال لبنان، ونقول إنه لا يمكن الوصول في لبنان إلى لحظة، يسود الفراغ فيها من دون رئيس جمهورية ومن دون حكومة. إذن ينبغي أن يتوصل اللبنانيون إلى حل في ما بينهم للتوصل إلى حماية السيادة والاستقلال في بلدهم مع تسيير المؤسسات وهذا ما سنتحدث حوله مع الرئيس الحريري، وهو أحد المسؤولين المهمين في لبنان، خصوصاً بعد الانفجار والاغتيال البشع والكارثي الذي قتل أحد مقربيه، وكان رجلاً مميزاً ومسؤولاً جيداً. ورسالتنا ستكون أن فرنسا باستمرار صديقة لبنان وتدعم سيادته واستقلاله وأنها ترفض العدوى التي يريد البعض فرضها بين الصراع السوري ولبنان، وفرنسا تتمنى ألا يكون هناك تعطيل مؤسساتي في لبنان». وسألت «الحياة» فابيوس ما إذا تحدث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف حول لبنان فقال: «نعم تطرقت إلى الموضوع مع الإيرانيين ولكن الجواب كان موقفهم التقليدي، إنهم يتمنون السلام في لبنان وإنهم غير مرتبطين بحزب الله. طبعاً هذا الرد لا يقنعنا فنحن نتمنى أن تنسحب إيران من تدخلها المباشر وعبر حزب الله من سورية، وأن نتمكن من التوصل إلى حلول مؤسساتية وعملية تتيح للبنان أن يعيش في سلم خصوصاً بوجه مشكلته الضخمة مع اللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم مليون لاجئ. هذا يطرح مشاكل كبرى وقد تناول ذلك الرئيس هولاند مع الرئيس سليمان وأنا استقبلت الرئيس نجيب ميقاتي ونحن على اتصال دائم مع اللبنانيين كون فرنسا صديقة لبنان».