قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «إن عقد مؤتمر جنيف2 حول سورية صعب جداً لأنه ينبغي جمع أطراف النزاع من المعارضة وبعض المقربين من النظام الذين أيديهم غير ملطخة بالدماء وهذا معقّد جداً. ثم ينبغي أن يكون هناك حل للمستقبل، أي أن تأخذ الحكومة الانتقالية كامل السلطات وهذا ما كان موجوداً في جنيف 1 ولكنه لم ينفذ. ثم ينبغي إيقاف توسّع النزاع للمناطق المجاورة لأن ما يحدث اليوم هو أن النزاع السوري إضافة إلى أنه كارثي فهو يهدد بالتحول إلى صراع دولي عالمي وهو الآن أصبح أزمة عالمية». وتابع فابيوس في حديث إذاعي: «فرنسا بوضوح تؤيد مؤتمر جنيف 2 وتعمل بشأنه، وقد اتصل بي الوزير الأميركي جون كيري (أول من) أمس وزملاء آخرون، ونحن على اتصال معهم لذلك». ورداً على سؤال حول ما اذا كان ينبغي أن يحضر بشار الأسد هذا المؤتمر، قال فابيوس: «لا، بكل تأكيد لا يمكن أن يحضر بشار الأسد. فنص جنيف 1 الذي هو قاعدة لجنيف 2 يقول إنه سيكون هناك حكومة انتقالية لها كامل الصلاحيات على أن تُشكّل بالتوافق من الطرفين أي أن بشار الأسد يُجرّد من صلاحياته وتكون حكومة انشئت بتوافق الجانبين أي أن المعارضة التي تقاوم بشار لن تقبل بوجوده». وقال: «عندما تكون هناك حكومة بكامل الصلاحيات بشار الأسد سيجرّد من سلطته. وهذا ما نتمناه ولكنه صعب جداً». وكشف عن احتمال عقد لقاءات بين الوزراء المعنيين بالشأن السوري في الأردن الأسبوع المقبل ثم لاحقاً في باريس. وأوضح مصدر فرنسي رفيع ل «الحياة» أن الكلام عن صعوبة المؤتمر هو نتيجة غياب عناصر الاتفاق السياسي على هذا المؤتمر. فالمهم ليس عقد المؤتمر بل معرفة أهدافه مسبقاً، وما الذي يستعد لتقديمه الجانب الروسي، وحول ماذا يمكن الاتفاق عليه. وأضاف أن فابيوس تكلم عن وجود نص فرنسي يمثّل إضافة إلى «جنيف 1» الذي كان محاولة لتحديد معايير الحل السياسي للتوصل إلى حكومة انتقالية. ومن أجل التوصل الى ذلك، وفق ما قال المصدر، ينبغي معرفة مدى استعداد الروس للتقدم نحو هذا الحل وماذا يمكنهم الحصول من بشار الأسد. وأضاف أن لا جدوى في عقد مؤتمر إذا لم يكن هناك توافق على التوصل إلى الحل السياسي أي الاتفاق على المعايير المحددة و «فرنسا تؤيد فكرة المؤتمر ولكن ينبغي التوافق على جدول الأعمال، وهذا صعب جداً لأن الموقف الروسي لم يتغير، وطالما هو على حاله فالأمر صعب». وتابع المصدر أن الأميركيين الآن يطالبون الروس بممارسة ضغوط على الأسد، قائلاً إن في غياب هذه الضغوط «لن يكون هناك مفاوضات». وأوضح المصدر أن ليس هناك من حل سياسي مع بقاء الأسد الذي ينبغي أن يتنحى و«السؤال هو كيف ومتى، وهذا موضوع تفاوض. والروس لم يعطوا أي تنازل للجانب الأميركي». وتابع المصدر أن فرنسا لم تتوقف عن التحاور مع الجانب الروسي منذ زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لموسكو و«لكن روسيا لم تغيّر موقفها حتى الآن وهو ما جعل فابيوس يقول إنه يؤيد مؤتمر جنيف 2 ولكن ذلك صعب جداً لأن في الواقع ليس هناك اتفاق سياسي على الحل». وأكد المصدر أن ليس هناك أي تاريخ لعقد «جنيف 2». وفي دمشق، رحب وزير الإعلام السوري عمران الزعبي بنتائج اللقاء الأخير بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي. وقال: «هذا التفاؤل حذر لأن الأقوال لا تكفي بل يجب أن تكون هناك خطوات لاحقة وبحث في التفاصيل». وأضاف: «إننا بحاجة لمعرفة هل أن التفاهم الروسي الأميركي بأهمية الحل السياسي وضرورته كخيار أوحد يسري على الجميع؟ وهل هو بالنسبة للأميركيين وأتباعهم واحد في السر والعلن أو فوق الطاولة وتحتها؟». وأشار إلى أن مشاركة سورية في المؤتمر الدولي رهن بمعرفة التفاصيل، قائلاً إن دمشق لن تكون طرفاً في أي عمل أو جهد سياسي أو لقاء يمس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة «السيادة الوطنية». وفي استوكهولم (أ ف ب)، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن المعارضة في سورية ستحصل على «دعم إضافي» إذا رفض الأسد المشاركة في جنيف 2. وقال: «إذا اخطأ في حساباته في هذا الخصوص كما يخطئ في حساباته بشأن مستقبل بلاده منذ سنوات من الواضح أن المعارضة ستحظى بدعم إضافي سيكون هناك جهود إضافية وللأسف لن يتوقف العنف». وأضاف «نأمل بأن تكون لدينا فرصة الجلوس إلى هذه الطاولة (المفاوضات). إذا قرر الأسد عدم المشاركة سيرى العالم كم أن كلامه فارغ من المعنى وكذلك نياته».