حذرت وزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان من اتساع التحاق شباب الإقليم بالجماعات الإسلامية المتشددة في دول أخرى بعد سورية، بذريعة الدراسة. وذلك إثر مقتل شاب كردي في اليمن، مشيرة إلى حملة منظمة تقودها أجهزة استخبارات إقليمية ومواقع إلكترونية تعتبر الملتحقين «أبطالاً ومجاهدين»، بالوقوف وراء الظاهرة. وكانت السلطات الأمنية في محافظة السليمانية أعلنت قبل أسابيع اعتقال عناصر من تنظيم «القاعدة»، في أعقاب هجمات بعبوات ناسفة، فضلاً عن ضبط «أدله ووثائق» في عدد من المساجد تتعلق بالتحاق الشبان بالجماعات الإسلامية في سورية. وقال الناطق باسم وزارة الأوقاف في حكومة الإقليم مريوان نقشبندي ل «الحياة إن «عدد شبان الإقليم الذين قتلوا في سورية بلغ 12 شاباً، بينهم ثمانية من قضاء حلبجة وأطرافه، ومعظم الذين التحقوا بالتنظيمات المتشددة من محافظتي أربيل والسليمانية»، وأضاف أن «آخر المعلومات تفيد أن شاباً من أربيل كان قد توجه إلى اليمن بحجة الدراسة، لكنه التحق بالجماعات المتشددة هناك، وتبين أنه قتل، وما يقلقنا هو أن لا يكون التحاق هؤلاء الشباب منحصر بسورية، بل نتصور أنه تعدى ذلك ليشمل دولاً أخرى»، وكشف «مغادرة أسرة مؤلفة من زوج وزوجته وطفليهما أربيل للالتحاق بالجماعات المتشددة في سورية، بعد أن باعت كل ما تملك ب250 ألف دولار». وأكد نقشبندي أن «أجواء الإقليم مفتوحة أمام الكثيرين للمغادرة والالتحاق بالجماعات المتشددة، ويبدو أن السلطات لا تملك السيطرة للحد من الظاهرة، إذ أن العديد من الشباب الموظفين حصلوا على إجازة من دوائرهم سواء من دون راتب أو براتب كامل، بذريعة الدراسة في أحد البلدان، ونشك في أن يكون المئات توجهوا بهدف الدراسة، ولا تتوافر معلومات دقيقة عنهم»، وزاد أن «الحملة الإعلامية التي أثيرت حول هذا الملف، فضلاً عن تحرك السلطات المعنية والجهات ذات العلاقة ساهم في خفض التحاق آخرين إلى حد كبير، وضيقت الخناق على أي تحرك من هذا النوع، بعد اعتقال عدد منهم»، واستدرك: «لكن هذه الإجراءات قد تترك الأثر السلبي لدى الراغبين بالعودة، إذ تم اعتقال نحو 20 من العائدين من أصل أكثر من 40، خصوصاً بعد تفجيرات أربيل، وأحداث أمنية شهدتها السليمانية أخيراً». وشدد نقشنبدي على «وجود حملة منظمة لاعتبار هؤلاء أبطالاً ومجاهدين، عن طريق العشرات من الحسابات عبر فايسبوك، باللغة الكردية، وتدعو علناً الشباب إلى الجهاد في سورية، وما نستغربه هو عدم تجميد هذه المواقع إلى الآن، كما أن أجهزة استخباراتية لدول إقليمية تعمل بشكل منظم في هذا الإطار، وثبت أن الذين التحقوا بالجماعات المسلحة غادروا الإقليم باتجاه سورية عبر دولة إقليمية ثانية».