أكد «الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري مقتل مسلحين أكراد من إقليم كردستان العراق من بين 160 يقاتلون إلى جانب «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)، فيما اتهم الناطق باسم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الإقليم «أجهزة استخباراتية إقليمية» بالعمل على تجنيد شبان من الإقليم للقتال في سورية. وتشير أحدث التقارير إلى مقتل شبان ينتمون إلى «جبهة النصرة» وهم من سكان قضاء حلبجة التابع إلى محافظة السليمانية، خلال المعارك الدائرة في سورية، في وقت أعلنت السلطات الأمنية في إقليم كردستان اعتقال شخصين ينتميان إلى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - أحدهما سوري الجنسية - بتهمة التخطيط لشن «هجمات انتحارية» على غرار الهجمات التي استهدف مبنى مديرية الأمن العامة «الآسايش» في أربيل أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي. وقال جعفر حنان ممثل حزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري في إقليم كردستان، والذي يتمتع بنفوذ في المناطق الكردية السورية، ل «الحياة»، إن «استراتيجية داعش قائمة على إقامة دولة إسلامية متشددة، والمناطق الكردية لا تخرج عن أهدافها سواء في العراق أو سورية، وهي لا يهمها من يحكم فيها، سواء الحزب الديموقراطي في إقليم كردستان، أو الاتحاد الديموقراطي في غربي كردستان بسورية، وهي تحاول خلق بؤرة فيها، بعد تشريد سكانها». وفي شأن التحاق شبان من إقليم كردستان بتنظيم «داعش» للقتال في سورية، ذكر حنان أن «هناك نحو 160 شاباً من الإقليم دخلوا قبل شهور إلى سورية بعد أن عبروا الحدود إلى تركيا ثم إلى غرب كردستان (المناطق الكردية السورية)، وقد قُبض على ثلاثة منهم، وأفرج عنهم لاحقاً عن طريق أسرهم قبل أكثر من شهر. ولدينا معلومات عن مقتل آخرين لم تتوافر بعد معلومات عن أعدادهم، وهم من سكان مناطق حلبجة والسليمانية بإقليم كردستان، وكذلك من منطقة ديار بكر شمالي كردستان (المناطق الكردية في تركيا)»، لافتاً إلى أن «هؤلاء يندرجون ضمن قائمة تضم مجندين من خمسين دولة في التنظيمات السلفية»، مشيراً إلى أن «أغلبهم لا يمتلكون معلومات عن توجهات تنظيماتهم سوى الوعود بالذهاب إلى الجنة، وخدعوا من قبل داعش، واستخدموا لمقاتلة إخوانهم الأكراد وليس النظام السوري». من جانبه، قال مدير إعلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة الإقليم مريوان نقشبندي ل «الحياة»: «لقد حضرت بصفتي الشخصية وليس الرسمية، ولكوني من أبناء قضاء حلبجة، مجلس فاتحة أقيم لإثنين من القتلى كانا ينتميان إلى جبهة النصرة في سورية، وأنا أعرفهما وأعرف عائلتيهما اللتين أفادتا بعدم علمهما بالتحاقهما بالجماعات المتطرفة في سورية، بعدما كانا قد غادرا الإقليم بحجة السياحة أو العمل إلى تركيا». وأشار إلى أن «الوزارة علمت قبل عدة أشهر بالتحاق شبان من إربيل والسليمانية، خصوصاً من أطراف حلبجة، التي كانت في ما مضى معقلاً لجماعة جند الإسلام المتشددة». لكنه لفت إلى أن «أعداد الملتحقين تراجعت بشكل كبير خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، وعاد عدد كبير منهم، بعد أن كشفوا أنهم خُدعوا». وعما إذا كانت هجمات أربيل الأخيرة وإعلان اعتقال «إرهابيين» تُعد مؤشراً إلى محاولة «داعش» تعزيز نشاطها في الإقليم، ذكر نقشبندي: «من خلال متابعتي للجماعات المتشددة، يبدو أن البعض يتعاطف معها، ويحض على المشاركة في معارك سورية باسم الجهاد». واتهم «أجهزة استخباراتية إقليمية بالمشاركة بشكل مباشر في تجنيدهم، ويصعب إيجاد آلية للحد من الظاهرة لطبيعة الإقليم المفتوحة، سواء بذريعة السياحة أو غيرها. كما أن البعض من السوريين توجهوا إلى الإقليم تحت غطاء أنهم لاجئون، وتمكنوا من تجنيد عناصر من الإقليم»، داعياً وسائل إلى «عدم وصفهم بالإرهابيين، كونهم خدعوا، وعليه يجب إعادة توجيههم من أجل معاودة دمجهم في المجتمع».