أعلنت السلطات الأمنية في محافظة السليمانية عن اعتقال «أمير في القاعدة» وشقيقه مطلوبين لدى القضاء العراقي، وذلك بعد ساعات من انفجار عبوة ناسفة استهدفت عناصر من الشرطة، واتهمت الشباب المتشددين «العائدين» من سورية بالوقوف وراء الهجمات التي شهدتها المحافظة أخيراً. وكانت مديرية أمن السليمانية «الآسايش» أعلنت عن ضبطها أجهزة حاسوب تحوي «أدلة ووثائق» خلال حملة تفتيش شملت عدداً من مساجد المدينة، في إطار التحقيقات الجارية للحد من التحاق الشبان الأكراد بالجماعات الإسلامية المتشددة في سورية. وشهدت السليمانية مساء الجمعة انفجار عبوة ناسفة استهدف دورية للشرطة في حي سرجنار أصيب خلاله خمسة من أفراد الدورية، وهو ثاني هجوم يشهده الحي خلال شهر، عندما انفجرت عبوتان لاصقتان في سيارتين تابعتين لوزارة البيشمركة أسفرت عن إصابة ضابطين وأحد أفراد الشرطة بجروح. وقال مدير أمن المحافظة العميد حسن نوري في تصريحات إلى الصحافيين إن «المؤشرات الأولية تؤكد وجود ارتباط بين التفجير الأخير والهجومين السابقين». كما أكد مدير شرطة السليمانية العميد نوزاد علي لموقع وزارة الداخلية «تفكيك عبوة في حي سرجنار». وأعلن رئيس وكالة «الحماية والمعلومات» في إقليم كردستان لاهور شيخ جنكي في بيان مساء السبت، عن «اعتقال أمير في تنظيم القاعدة الإرهابي وشقيقه قرب مسجد في منطقة رزكاري بمدينة السليمانية، وهما مطلوبان للقضاء في محافظتي بغداد وديالى، وخططا لجلب عناصر إرهابية بهدف شن هجمات»، مشيراً إلى أن الهجمات التي شهدتها السليمانية أخيراً «تبدو مترابطة، ونفذت من قبل المجموعات الإرهابية التي تعود من سورية، خصوصاً أنها سبق وأن هددت بتنفيذ هجمات انتقاماً لاعتقال عدد من العائدين الذين بلغ عددهم نحو 36 شاباً، اعترفوا جميعاً بأنهم كانوا يقاتلون في صفوف جبهة النصرة ضد القوات الكردية هناك بعد أن تدربوا على أساليب القتال وزرع العبوات الناسفة وتنفيذ العمليات الإرهابية». وأبدى جنكي استياءه من «قرار قضائي بالإفراج عن 12 من الشبان العائدين بموجب كفالة تقدر بنحو مليوني دينار، فيما ما يزال آخرون معتقلين وفق مادة الإرهاب. لذلك خاطبنا رئيس الإقليم مسعود بارزاني لحل هذه الإشكالية، تجنباً لوقوع أعمال أشد خطورة». وإزاء حملات تفتيش المساجد، قال جنكي إن «قوى الأمن تمكّنت من ضبط أجهزة حاسوب ووثائق، وإن بعض الأماكن المخصصة لتقديم الدروس الدينية استغلت لاستقطاب شباب الإقليم وتوجيههم للذهاب للقتال في سورية، وقدم بعض العائدين اعترافات بهذا الخصوص». وقال الناطق باسم وزارة الأوقاف في حكومة الإقليم مريوان نقشبندي في تصريحات صحافية إن «الوزارة تلقت من مديرية آسايش السليمانية بعض الأدلة التي ضبطتها، ولأسباب أمنية لا يمكننا الكشف عن طبيعتها، لحين التوصل إلى نتائج نهائية من قبل لجنة مشتركة بين الوزارة ووزارة الداخلية»، وأضاف «يجب أن نتوصل إلى كيفية وصول هذه الوثائق والأدلة إلى داخل المساجد، والطريقة التي اعتمدت في ضبطها».