أعلنت حكومة إقليم كردستان عن تشكيل لجنة برئاسة وزير الداخلية للتحقيق في أسباب التحاق شبان من الإقليم للقتال إلى جانب الجماعات الإسلامية المتشددة في سورية، فيما أكدت وزارة الأوقاف مقتل تسعة من الشبان. وارتفع عدد قتلى المنخرطين من أكراد الإقليم مع التنظيمات التابعة ل «القاعدة» في سورية إلى تسعة، غالبيتهم من سكان قضاء حلبجة التابعة الى محافظة السليمانية من أصل نحو 160 شاباً كردياً وفق «الاتحاد الديموقراطي الكردي» الذي يحظى بنفوذ واسع في المناطق الكردية السورية. وجاء في بيان صدر عقب اجتماع لمجلس وزراء الإقليم أن «المجلس ناقش الشبان الذين يتوجهون من الإقليم إلى سورية ويتم تجنيدهم في الحرب الدائرة هناك»، لافتاً إلى أن «المجلس قرر تشكيل لجنة برئاسة وزير الداخلية وعضوية الجهات ذات العلاقة لمتابعة الظاهرة، وأسبابها وسبل التصدير لها». وأضاف ان «وزير الأوقاف والشؤون الدينية أوضح أن وزارته أصدرت تعليمات للأساتذة وخطباء المساجد للتصدي لهذه الظاهرة من خلال خطبهم». وقال عضو اللجنة المشكّلة، الناطق باسم وزارة الأوقاف مريوان نقشبندي ل «الحياة» إن «اللجنة لم تباشر عملها بعد، من جانبنا سيقتصر دورنا في العمل من خلال المنابر والمساجد التي يتجاوز عددها 5000 مسجد يحضر فيها نحو 700 ألف شخص خطب الجمعة أسبوعياً، وبما أن الملتحقين يغادرون باسم الجهاد وهي قضية تخص الشريعة سنوجه الخطباء بتوعية المواطن بأن هذا العمل ينافي قيم الشرع والجهاد، خصوصاً أن هناك أجندة إقليمية غير واضحة تجاه سورية»، لافتاً إلى أن «اللجنة التي ستكون برئاسة وزير الداخلية ستتعمد عبر الجهات المعنية جمع معلومات استخبارية ووضع آلية لإقناعهم بالعودة ودمجهم بالمجتمع». وأوضح نقشبندي أن «المعلومات المتوافرة لدينا تشير إلى مغادرة ما بين 100 إلى 150 شاباً إلى سورية، وقتل تسعة منهم لغاية الآن، وتتراوح أعمارهم بين 16 إلى 25 عاماً. وهم موزعون على مناطق الإقليم باستثناء محافظة دهوك التي لم تصلنا أي معلومات عن التحاق شبان من المحافظة»، وزاد: «يبدو أن حكومة الإقليم والقيادة السياسية إما لم تكن مهتمة منذ البداية، أو أنها لم تكن تعلم بالموضوع أساساً». وكانت وسائل إعلام كردية بثت صوراً لثلاثة شبان بعد أن وقعوا في أسر «الاتحاد الديموقراطي» الموالي ل «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبدالله اوجلان. وأكد الشبان الثلاثة أنهم «تطوعوا للقتال ضد (الرئيس) بشار الأسد، وفوجئوا بتورطهم في معارك مع الأكراد».