أصبحت المسؤولية الاجتماعية في قطاعي الرياضة والشباب هاجساً كبيراً لدى مسيري الرياضة في السعودية والمهتمين بالشؤون الرياضية، بعد اتساع دائرة «التعصب الرياضي» في المجتمع السعودي في شكل ملحوظ، ما ينذر بحال من الخطر على الشبان، وذلك في ظل غياب كبير لدور كثير من المؤسسات والاتحادات والأندية الرياضية والجهات الإعلامية، في التوعية والإرشاد بأهمية المسؤولية الاجتماعية وتنفيذ برامج توعوية وتثقيفية متنوعة تجاه مختلف شرائح المجتمع، وخصوصاً الشباب والرياضيين. ولم يقتصر هاجس المسؤولية الاجتماعية على الرياضيين فحسب، بل طاول الدعاة والقانونيين والاقتصاديين وقادة الصحافة والإعلام، إذ شارك عدد منهم في ملتقى المسؤولية الاجتماعية للشباب، الذي بدأت جلساته أمس (الأحد) في الرياض، وذلك برعاية الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد. رئيس التحرير المساعد لصحيفة «الحياة» الزميل جميل الذيابي، طالب خلال مشاركته بورقة عمل في جلسات اليوم الأول من الملتقى، بإطلاق مشروع وطني للمسؤولية الاجتماعية، مؤكداً «أهمية المشروع وشموله مختلف شرائح المجتمع السعودي»، إضافة إلى مطالبته بتطبيق القوانين كافة التي تسهم في تنمية جانب المسؤولية الاجتماعية، وسن قوانين وأنظمة جديدة مماثلة لما فيه مصلحة الفرد والمجتمع. كما تضمنت ورقة عمل الزميل الذيابي، رؤية صحافية عن دور المؤسسات الصحافية الاجتماعي وأهمية تفعيل مهنة الصحافة بوصفها رسالة اجتماعية لها دورها المفيد والمؤثر في المجتمع، إلى جانب تقديمه رؤية أخرى تتعلق بالمهمات المناطة بالصحافي تجاه مهنته ومجتمعه، من دون المساس بالثوابت الوطنية والمهنية، والابتعاد عن الشخصنة والشحن والتعصب بأنواعه، وخصوصاً في الجانبين الرياضي والشبابي. بدورها، أكدت عضو مجلس الشورى الدكتورة فاطمة القرني، أهمية دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب تجاه تفعيل جانب المسؤولية الاجتماعية في الأندية والاتحادات الرياضية، بتوفير الدعم المادي والإداري والاعتناء باللاعبين القدامى، وتفعيل دور روابط مشجعي الأندية بشكل إيجابي، لكي يكون لها دور فعال في المجتمع الرياضي لأجل الإسهام في نبذ التعصب. وأوضحت القرني بأن الإعلام الرياضي إعلام أندية، وطالبت بأن تكون هناك رقابة ومتابعة لما يطرح في مختلف وسائل الإعلام، وخصوصاً الفضائي من تعصب رياضي سلبي يضر بالشبان، من جانبها، طالبت الدكتورة فاتن اليافي بعقد ملتقى عن الإعلام والمسؤولية الاجتماعية للشباب. في حين، قدم رئيس رابطة دوري المحترفين السعودي محمد النويصر عرضاً مرئياً، أظهر ما قامت به الرابطة في دوري جميل للمحترفين في جانب المسؤولية الاجتماعية، وكذلك بعض ما قامت به أندية الشباب والهلال والأهلي وعدد من اللاعبين، مؤكداً أن الرابطة تولي اهتماماً كبيراً مع شركائها للمسؤولية الاجتماعية في منافسات الدوري السعودي. وأشاد النويصر بما قدمته المتخصصة في إدارة المسؤولية الاجتماعية الرياضية دلال الدوسري، وبما قدمته عبر وكالة «إمباكت» لإدارة المسؤولية الاجتماعية في السعودية خلال فترة سابقة، وفي قطر، إضافة إلى ما تم تقديمه مع الاتحاد الآسيوي في كأس أمم آسيا 2011 في الدوحة. بدوره، تحدث المحامي ماجد مقاروب عن بعض الجوانب القانونية الخاصة بالمؤسسات الرياضية والمسؤولية الاجتماعية للشباب، مقدماً نموذجاً لمبادرة «تكامل»، التي تقدم مليون ساعة عمل قانوني مجاني تقدر قيمتها بأكثر من مليار ريال، مؤكداً أن «المسؤولية الاجتماعية ليست في حاجة إلى الأموال قدر حاجتها إلى الاهتمام والإيمان بها بوصفها التزاماً مهنياً وأدبياً وأخلاقياً لمجتمع الأعمال وقطاع الخدمات المهنية». من جانبه، تحدث أستاذ قانون الرياضة والأعمال في جامعة ميلانو الدكتور لاتشيو كالانتوني، عن أثر رياضة وأبطال السيارات في المجتمع والشباب والإعلام والصناعة الهندسية، وعن قيمة العلامة التجارية ومكانة أبطال السيارات في مجال المسؤولية الاجتماعية، كما هي حال الفرق الرياضية، مقدماً نماذج عن فرق أي سي ميلان وجوفينتوس وجنوى الإيطالية، كما تحدث عن الأعمال التي يقدمها اللاعب كريستيانو رونالدو، موضحاً القيمة المعنوية والأدبية التي يملكها اللاعبون أصحاب الشهرة في العالم. وتختتم اليوم (الإثنين) أعمال وجلسات ملتقى المسؤولية الاجتماعية للشباب، وسيتم توزيع جوائز المسؤولية الاجتماعية على جهات ومؤسسات عدة وأفراد وشبان.