أوصى ملتقى الإعلام الرياضي الذي نظمته لجنة الاستثمار الرياضي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة ظهر امس (الاثنين) بدعوة الإعلاميين والرياضيين وقادة الرأي للاتفاق على ميثاق شرف إعلامي يحقق المعايير المهنية وينسجم مع المبادئ العليا التي تدعو لها جمعية الصحافيين السعوديين، وشدد على ضرورة تنقية الإعلام الرياضي من العبارات والجمل التي تساهم في إذكاء روح التعصب وإشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وعدم الخلط بين الإثارة الرياضية المقبلة والإثارة الصفراء الممقوتة. ودعا المشاركون خلال نقاشاتهم التي استمرت على مدار ساعتين في قاعة صالح التركي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة إلى عدم التركيز على المنظور التجاري في التعاطي مع الأخبار ووضع مصلحة الوطن في مقدمة الأوليات، وطالبوا الاتحاد السعودي لكرة القدم بتفعيل جوائز اللعب النظيف والتركيز على الجوانب الأخلاقية على أن تكون هناك جائزة سنوية للنجوم الذين يمثلون القدوة للشباب في أخلاقهم، مع تبني مشروع "ديوانية الرياضة السعودية" بإقامة ورش عمل إعلامية لتعزيز قدرات الإعلاميين الشباب والاستفادة من الخبرات الوطنية، وتقديم نماذج صالحة تكون قدوة للشباب عبر وسائل الإعلام الرياضي للمساهمة في تعزيز الأخلاق وتفعيل المسؤولية الاجتماعية، ودعوا إلى إقامة ملتقى أو منتدى متخصص لصناعة الإعلام الرياضي الفضائي. وشدد أمين عام غرفة جدة عدنان مندورة على ضرورة نبذ التعصب الرياضي وإطفاء نار الفتنة والاتفاق على معايير مهنية ترفع من مستوى الممارسات الموجودة حالياً، وتساعد رياضتنا على استعادة توهجها وقال: "نأمل أن تساعدونا في تحقيق الهدف الذي نسعى إليه في غرفة جدة بشكل عام ولجنة الاستثمار الرياضي على وجه الخصوص في طرح أفكار تهدف إلى زيادة مداخيل الأندية الرياضية والقضاء على المعاناة التي تعيشها الكثير منها، لافتا إلى أن غرفة جدة التي تضم 70 لجنة قطاعية كانت سباقة لإطلاق أول لجنة للاستثمار الرياضي بالغرف السعودية، إذ أطلقت دوري رياضي لموظفيها، وتستعد لإطلاق أكبر دوري للشركات بجدة مثمناً الشراكة القائمة بين الغرفة من جهة والرياضيين والإعلاميين من جهة أخرى، مع تبني قضية الاستثمار والسعي إلى زيادة مداخيل الأندية والمنتخبات عبر عقود الرعاية، والتشجيع على الاستثمار الرياضي لمواجهة النفقات الكبيرة التي تتكبدها الأندية جراء التعاقد مع النجوم والمدربين وتسيير شؤونها". وعبر مندورة عن أمله في أن يساهم الإعلام الرياضي بما يملك من مسؤوليات في إعادة هيبة كرة القدم السعودية والتي تربعت على عرش الكرة الآسيوية وحصلت على اللقب القاري ثلاث مرات وتأهلت إلى كأس العالم اربع مرات متتالية، كما أنها تتصدر دول العالم العربي في حجم الاستثمارات الرياضية وعقود الشراكات الإستراتيجية والرعاية، وكانت أول من بدأ العمل في الاستثمار الرياضي ونجحت في تحقيق سمعة كبيرة في هذا المجال، وقال: "كلمة عابرة ربما تساهم في إنهاء مسيرة لاعب وكلمة أخرى ربما تدفعه إلى تقديم أفضل ما لديه". من جهته أكد رئيس لجنة الاستثمار الرياضي بغرفة جدة عبدالله الغامدي أن دور الإعلام في منع التعصب يوازي دور الداخلية في حفظ الأمن، وقال: "يستطيع الإعلام أن يساهم في تغيير سلوك الجمهور وإيقاف كل ما هو دخيل على رياضتنا من تصرفات غير عقلانية قد تصدر من بعض الجماهير، لاسيما أننا صرنا نرى في الفترة الأخيرة جدالا لا يليق بين الإعلاميين وتأثر بذلك الجماهير، بات كل صاحب ميول يدافع عن ذلك الإعلامي سواء كان على صواب أو خطأ". وناقش المشاركون ثمانية محاور رئيسية عن الإعلام الرياضي وواقعه والأدوار الوطنية المناطة بالإعلام الرياضي تجاه القارئ والمشاهد إضافة إلى المسؤولية القانونية والأخلاقية للإعلام تجاه الشباب والرياضة ودور الإعلاميين في إطفاء أو إزكاء المشاكل الموجودة في بعض الأندية، وكذلك الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام الرياضي لإعادة هيبة الكرة السعودية ونبذ التعصب، والمعايير المهنية المفترض أن تتحلى بها الممارسات الإعلامية، والمعوقات التي تواجه المستثمرين في الإعلام الرياضي.