ضمن جلسات اليوم الثالث والأخير لملتقى الأمن والرياضة السنوي في دورته الأولى بعنوان (العنف والتعصب في الملاعب الرياضية وأثره على الحالة الأمنية.. الواقع.. والحلول) الذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وينظمه الاتحاد الرياضي السعودي لقوى الأمن الداخلي في نادي ضباط قوى الأمن بالرياض، أقيمت الجلسة الثانية والأخيرة التي أدارها مسفر الموسى وناقش المشاركون فيها عدة موضوعات هامة منها تفعيل الجوانب الثقافية في المجتمع الرياضي، إضافة إلى دور العلاقات العامة في الأندية الرياضية في نبذ التعصب، وكذلك التعصب الإعلامي واللهو الجماهيري حيث تحدث في البداية الدكتور فهد العليان أستاذ المناهج وتدريس اللغة العربية المشارك في ورقة عمل حملت عنوان(تفعيل الجوانب الثقافية في المجتمع الرياضي وأثرها في الحد من التعصب الرياضي) وذلك من خلال دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في تفعيل الجوانب الثقافية.كذلك أهمية دور الأندية الرياضية في تفعيل الجوانب الثقافية. بالإضافة إلى دور الأكاديميين والمثقفين وطلبة العلم في تفعيل الجوانب الثقافية، ومشاركة اللاعبين ومشاهير المجتمع في تفعيل الجوانب الثقافية وتخفيف حدة التعصب، وأيضا تكامل الأدوار بين مؤسسات المجتمع في تفعيل الجوانب الثقافية. وأكد الأستاذ خلف ملفي رئيس تحرير صحيفة قول أون لاين الالكترونية في ورقة عمل بعنوان (التعصب الإعلامي واللهو الجماهيري)على مشكلة بعض الأقلام الصحفية التي تكتب في الوسط الرياضي على الرغم من كبر سنها منوهاً بأنها أقلام كبيرة في السن عقيمة في الفكر فيما أشار إلى أن الشباب لم يجدوا سوى الملاعب للهو كما تطرق إلى الرياضة بين كبار السن وشباب أوروبا والعلاقة بين الأندية وجماهيرها(ثقافيا) وكذلك العلاقة بين بعض مسؤولي الأندية وبعض الإعلاميين مشدداً على الدور المفقود لهيئة الصحافيين في الإعلام الرياضي فيما رد رئيس تحرير صحيفة قول أون لاين خلال على أحد الاستفسارات التي وجهت له من قبل الحضور حول تأجيج الصحف الرياضية الإلكترونية بقوله الإعلام الرياضي للأسف هو دائماً مثار جدل ولم تعد القضية محصورة في الصحف الإلكترونية مشيراً إلى أن ما يميز الصحف الإلكترونية هو عدم وجود حد لسقف الحرية. من جانبه، أشار الدكتور عبدالرحمن النامي وكيل قسم الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية المدير التنفيذي للجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان إلى أن دور العلاقات العامة مفقود في الأندية الرياضية وذلك من خلال ورقة العمل التي قدمها في الجلسة الثانية تحت عنوان (دور العلاقات العامة في الأندية الرياضية في نبذ التعصب) منوهاً بان العلاقات العامة تمثل أهمية بالغة للأندية الرياضية، حيث تستهدف تحقيق التوافق والتكيف بينها وبين جمهورها الذي تتعامل معه. وبهذا التوافق والتكيف يتوافر للأندية الرياضية مناخ نفسي أكثر من ملاءمة لتطورها وازدهارها ازدهاراً يقوم على الثقة المتبادلة بين الأندية وجمهورها، كما يؤدي ذلك إلى استقرار الأندية الرياضية في سعيها لتحقيق البطولات التي بدورها تشبع رغبات الجمهور ومن خلال حصد البطولات الرياضية، فإن ذلك يؤدي الى إرضاء الجماهير عن السياسات التي تنتهجها إدارات الأندية الرياضية وفق الخطط المرسومة من قبلها لتحقيق الأهداف المرجوة. وأشار النامي إلى غياب الأدوار التي تقوم بها إدارات العلاقات العامة في الأندية الرياضية في نبذ التعصب بمختلف ألوانه وإشكاله، بالإضافة إلى غياب البرامج التوعوية الموجهة إلى الجمهور الخارجي، وربما الجمهور الداخلي الرامية إلى نبذ التعصب الرياضي في الأندية الرياضية، فغياب إدارات العلاقات العامة في الأندية الرياضية أدى إلى غياب الفعاليات الأنشطة التوعوية داخل أروقة الأندية، بل أن المراكز الإعلامية الموجودة في الأندية بدأت بتعزيز التعصب الرياضي من خلال افتقارها لبرامج علاقات عامة تهدف إلى رسم صورة ايجابية عن الأندية الرياضية بشكل خاص وعن الرياضة السعودية بشكل عام. وتوصل النامي إلى عدة نتائج مهمة تبينت من خلال التحليل العلمي للدراسة التي قدمها منها غياب البرامج والأنشطة والفعاليات في إدارات العلاقات العامة في الأندية الرياضية التي تهدف إلى نوعية الجمهور ونبذ التعصب الرياضي في الملاعب السعودية، مما يفسر عدم اهتمام الأندية الرياضية بأهمية الدور الاجتماعي لها، والذي نتج عن انتشار التعصب والعنف في الملاعب السعودية بشكل واضح. إضافة إلى اهتمام إدارة العلاقات العامة في الأندية الرياضية بمهام البروتوكولات والاستقبالات بدرجة كبيرة، الأمر الذي اضعف البرامج التوعوية والاجتماعية للأندية الرياضية، مما نتج عنه إهمال الأنشطة الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية التي تقوم بها إدارات العلاقات العامة في الأندية الرياضية. كما ذكر بأن هناك غموض في العلاقة بين الإدارة العليا في الأندية الرياضية وإدارة العلاقات العامة، الأمر الذي يؤثر بدرجة كبيرة على فاعليتها من ناحية، ومن ناحية ثانية يؤثر على نوعية البرامج التي تقوم بها لتوعية الجمهور في نبذ التعصب الرياضي، مشيراً إلى أن اهتمام الأندية الرياضية بالناحية الإعلامية قلص الاهتمام ببرامج العلاقات العامة، مما اضعف أدوارها داخل الأندية. واختتم وكيل قسم الإعلام في جامعة الإمام ورقته البحثية بعدة توصيات منها تفعيل ادوار العلاقات العامة وأهدافها في الأندية الرياضية الهادفة إلى نبذ العنف والتعصب الرياضي في الملاعب السعودية، والتركيز على وضع خطط إستراتيجية للعلاقات العامة في الأندية الرياضية من اجل تفعيل برامج المسؤولية الاجتماعية، وتشجيع ممارسة الرياضة، ونبذ العنف والتعصب وذلك من خلال التعاون مع المؤسسات والجمعيات المعنية برسم برامج العلاقات العامة وإعداد خططها، إضافة إلى العمل على وضوح العلاقة بين إدارة العلاقات العامة والإدارة العليا في الأندية الرياضية، وحث الرموز الرياضية على أن يكونا قدوة صالحة للشباب ودعم الود والمحبة والإخاء في المجالات الرياضية بين الممارسين والعاملين بها، والاستفادة من الإنجازات الرياضية لتكوين صورة إيجابية عن المجتمع السعودي.